أنظمة حكم حكمت بلدنها لسنين طويلة ، وثبتت أركان حكمها بقوة السلاح والخوف و الترهيب ، ومن خلال زرع وترسيخ أفكارها وعقيدتها في عقول الكثيرين ليكون لها النصير والعدو في آن واحد ، لكن في المقابل عوامل أو أسباب كثير ة أدت إلى سقوطها مهما كانت قوتها وسطوته ، وسجلات التاريخ مليئة بالتجارب والشواهد على هذه الحقيقية ، والعقبة الكبرى أو المهمة الصعبة في كيفية التخلص من فكره أو أثاره السلبية الأخرى .
أسباب فشل التجربة العراقية الحديثة عديدة ، وواحد منها التي دائما نسمع عنها عن دور ونشاط حزب البعث المنحل أو حزب العودة في الكثير من العمليات الإرهابية أو وجود عناصره المتغلغل في معظم مؤسسات الدولة العراقية التي تلعب و تمارس دور سلبي ومؤثرة في العديد من القضايا الحساسة التي تمس عمل الدولة وقراراتها لتكون بصماتها واضحة على الواقع العراقي ،ومن نشهده في مشاكلنا في ملف الأمن والخدمات وغيرها من الملفات الأخرى منذ اللحظة الأولى لسقوط بغداد الحبيبة وليومنا هذا ،بسبب هذا الدور على الرغم الإجراءات العقابية التي اتخذتها السلطة ضده إتباع هذا الحزب من تشريع قانون المسالة والعدالة ، وحتى وصلت الأمور إلى قتل البعض ، وهروب الآخرين إلى الخارج ، إلا انه هناك شواهد كثيرة تؤكد استمرار نشاطهم من اجل العودة مرة إلى السلطة ، والعمل على إفشال أو إسقاط النظام الحالي بكل الطرق والوسائل .
كما من تقدم عن نشاط حزب واحد ، ودوره في زعزعة امن واستقرار البلد ، واستمرار مسلسل الخراب والدمار الذي نعيشه في وقتنا الحاضر ، واليوم لدينا عشرات الأحزاب السياسية ، ومنها ذات سلطة ونفوذ، وقواعد شعبية ، وارتباط خارجية وثيقة ، وبعضها لديها فصائل او اذرع مسلحة لا يستهان به من حيث القوة والعدد والعدة لنكون أمام معادلة جدا صعبة أو العقبة الكبرى التي ستقف أمام إي مشروع محتمل للتغيير أو الإصلاح إن شاء الأقدار ذلك ، فبين فشل الكل في إدارة الدولة ومؤسساتها ، وتلبية مطالب الناس في توفير الخدمات وحل مشاكلها الجمة ، وإصرارها على نفس النهج في التشريع والتنفيذ والمحاسبة والمراقبة والعفو عند المقدرة عن البعض ،وانعدام إي بارقة أمل في التغيير والإصلاح ، ومواجهتهم وقمعهم بقوة السلاح والحرق لأي حركة نشاط أو حركة المطالبة للتغيير ، والتظاهرات الأخيرة خير دليل على ذلك .
خلاصة الحديث تغير النظام الحالي وإصلاح الأوضاع المتردية مسالة ومهمة صعبة جدا وليست سهلة المنال، والأصعب منها مرحلة ما بعد التغير ستكون مرحلة حرجة ، وستقف عدة عقبات إمامها من اجل بناء مؤسسات الدولة ، بل على العكس تمام ستكون الباب مفتوحة إمام عدة خيارات واحتمالات قد تدخل البلد في حسابات أخرى لم تكن في الحسبان في ظل قوة وهيمنة أحزاب اليوم مع وجود أنصارها وأعوانها وارتباطها الخارجي .
ماهر ضياء محيي الدين