نكم تدخلون مُنعطَفَ الانتخاباتِ الرئاسيةِ، وحقبةَ مرشح الإجماع الوطني2019، وقد توفرت إرادةٌ سياسيةٌ فريدة ، بتوفيقٍ من الله وفضله، تتمثل في خيارٍ طالما سُجِن من أجله أحرارُ موريتانيا، وقادةُ النضالِ الوطني من كل المَشاربِ والاتجاهات.:خيار( تداوُل السلطةِ سِلميا، واجماعا وطنيا).
يجب ان تُطوى الآن كلُّ الخلافات، وأن تتوقف كلُّ المهاترات ، و أن تسودَ ثقافةُ الحوار المُتَمدّن، ويُشاعَ التسامحُ وتفتحَ جسورُ المؤاخاةِ .
يجب أن يتوقف إطلاقُ النار من كافة الجبهات..
موريتانيا كانت وستبقى لجميع أبنائها؛ وهي بحاجة إلى جميعهم للحفاظ عليها وعلى مُنجزاتِها ، وعلى مُناخ ومُخْرَجات هذا المسارِ الذى يجمعها.
ولأنّ الحروبَ تبدأ وتنتهي في العقولِ ، و لأن الحربَ أوّلُها كلامٌ، فإن أصواتَ العقلاءِ سُمعتْ جليةً، سواء في اجتماع الأغلبية،
أو اجتماع مجلس الوزراء يوم ومساء31ينائر 2019.
وهي أصواتٌ سُمعت في ساحاتِ من يختلفُ مع الأغلبيةِ ، مسارا، وأحزابا، وشخصياتٍ وطنية.
أن مسؤوليةَ أربابِ القلم والحكمةِ، في كل قنوات الاتصال، و عالم السوسيو-ميديا كُتّابا ومدونين، وساسةً وموجهين؛ ومرشحين ومؤيدين....مسؤوليةُ الجميع هي
جمع الكلمة ولمُّ الشمل ، ورفض كل خطاب مُفَرِّقٍ ، وطيُّ ونبذُ كل صفحةٍ من صفحات ماضى الاختلاف والتمايز .
موريتانيا الإجماع الوطني أولا.
هذه الفرصة لا تُضَيَّعُ، لقد جربتم أيها الموريتانيون أمواتا وأحياء، عقودا من التنابُذ و التنابُزِ والصراعات العبثية:(الحركية، النخبوية، القبلية، الجهوية، العرقية، الحزبية، الطائفية، الشرائحية)، واستغل بعضكم (فرطا) من خلافات العسكر و(أجيالا بريئة) من شبابنا وطلبتنا ، فى مراحل هددت كيانَ الدولة فيها الفتيةُ، وعبثت بوشائج الأخوة ، و سُدِّدَتْ الضرباتُ لقيم المحبة المشتركةِ.
أمّا اليوم فإن الجمهورية الروحية والثقافية الأولى في العالم (دولة الاخوة بلا كراهية، والمحبة بلا رشوة، دولة الفقهاء في الدين، ورسل السلام والصدق والاخلاص)
هي أَلَقُكُمْ ، وهي فِردوْسُكمْ الذى فقدتموه عشراتِ السنين ، في كياناتكم، وقلوبكم، وأعمالكم، وأرواحكم.، وأقلامكم، وما حسبتموه حسنا تصنعونه .
هاقد بزغ الفجر، لا نامت أعين من يفرق الكلمة من الجبناء.
فتحت مكة، اخ كريم ، "محمد" أخذ بحلقة البيت ، و"سليمان" يردد هذا من فضل ربي.
لا يجهز الفاتحون ولا جندُ سُليمان : ((على جريح، ولا تُعْضَدُ شجرة، ولا تُهدم كنيسة، ولا يُسَبُّ تائبٌ ، اللينَ اللينَ،و العفوَ عن المخطئ، والاستغفارَ للمذنب، والمشاورةَ للمخالف في الراي، وصلةَ رحم من قطع، واعطاء من حرم، والعفو عمن ظلم، والجدال بالتي هي احسن)).
تلك حضارة من أسس المحاظر والمآذن ومجالس الذكر ، في أعز بلد اسمه( بلد الشناقطة).
قد جاءكم من أخذ من مُنْحنى جبل حِراءٍ ألواحَها، يبني مبانيَها ويَبُث معانيَها.
اجماع لا يُلطِّخُ ذئبٌ قميصَه، ولا لا يقُدُّهُ خائنٌ مِن دُبُرٍ ولا يُفسِدُ فاسقٌ بنبإ أُخُوتَه، ولا يأكل آكلٌ بالغيبة و البهتان عِرْضَهُ و كَرامتَه.
ان اخطر ما يعاني منه من ابتلي بكرسي الرئاسة ، وجلس في مجالس أمانات الحكم بين الناس، ما حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم أرباب العقول والحكمة من أمته ، ومن الذين يريدون وجه الله، وإعلاء كلمة الله، ومن قاتل لتكون كلمة الله هي العليا في كل مكان وفى كل زمان.
فعن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:(( ما بعث الله من نبي ولا استخلف من خليفة إلا له بطانتان: بطانة تأمره بالخير وتحضه عليه، وبطانة تأمره بالشر وتحضه عليه. فالمعصوم من عصم الله تعالى)). [ صحيح البخاري، 6611 و7198 ]. وفي رواية هذا الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من والٍ إلا وله بطانتان، بطانة تأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر، وبطانة لا تألوه خبالا، فمن وُقي شرها فقد وُقي، وهو من التي تغلب عليه منهما. ))[ صحيح / صحيح سنن النسائي للألباني، 4212 ].
وروى الإمام ابن ماجه، وابن أبي عاصم وغيرهما من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: «إِنَّ مِنَ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلْخَيْرِ مَغَالِيقَ لِلشَّرِّ، وَإِنَّ مِنَ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلشَّرِّ مَغَالِيقَ لِلْخَيْرِ، فَطُوبَى لِمَنْ جَعَلَ اللهُ مَفَاتِيحَ الخَيْرِ عَلَى يَدَيْهِ، وَوَيْلٌ لِمَنْ جَعَلَ اللهُ مَفَاتِيحَ الشَّرِّ عَلَى يَدَيْهِ» و قد حسن هذا الحديث الإمام الألباني في سلسلته.
وحديث حذيفة في الفتن حديث مشهور، له طرق وألفاظ في الصحيحين وغيرهما:
روى أحمد عن عبد الرزاق بإسناده عن حذيفة بن اليمان قال: ((إن الناس كانوا يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر، فأنكر ذلك القوم عليه، فقال لهم: إني سأخبركم بما أنكرتم من ذلك، جاء الإسلام حين جاء فجاء أمر ليس كأمر الجاهلية، وكنت قد أعطيت في القرآن فهما، فكان رجال يجيئون فيسألون عن الخير فكنت أسأله عن الشر، فقلت: يا رسول الله أيكون بعد هذا الخير شر كما كان قبله شر؟ فقال: نعم، قال قلت: فما العصمة يا رسول الله؟ قال: السيف، قال قلت: وهل بعد هذا السيف بقية؟ قال: نعم، تكون إمارة على أقذاء، وهدنة على دخن، قال قلت: ثم ماذا؟ قال: ثم تنشأ دعاة الضلالة، فإن كان لله يومئذ في الأرض خليفة جلد ظهرك وأخذ مالك فالزمه، وإلا فمت وأنت عاض على جذل شجرة، قال قلت: ثم ماذا؟ قال: يخرج الدجال..)). وأنصع رواياته ما ورد في زاد المسلم مشروحا في (حرف الكاف) ، مما اتفق عليه البخاري ومسلم، وينصح من يطلب النجاة، من (مفاتيح الخير مغاليق الشر) بحفظه وتعليمه الناس ، ولزوم ميسمه .
بقلم: محمد الشيخ ولد سيدي محمد استاذ وكاتب صحفي.