لقد خاض فلاسفة الكلام والبحث, في الامور الاقتصادية والاجتماعية مشوارا كبيراً لأعتقادهم الراسخ احتياج المجتمعات, لقوانين تنظم حياتهم المعيشية, من اقتصاد وسياسة وغيرها, ووضعوا في ذلك قوانين من مخيلات افكارهم, ويعتقدون انها الحل الشامل لمشاكلهم المعقدة, والتي تزيد تعقيداً كل يوم رغم قدم تلك القوانين كما يعتقدون, وكل هذا العناء والاجهاد للفكر , يتخلله سبب, هو الالحاد والجحود ان هناك خالق يعلم بمستقبل الانسان وحاضره, وهو ادرى بحل مشاكلهم دون عناء.
ولهذا تجد الخالق الحق المطلق لم يترك البشرية, الا ووضع لها قوانين شاملة تنظم كل مفاصل حياته, وتختار له الاصلح في ادارة شؤونه. وخير مثال القانون الاسلامي, في عهد التنزيل, وقبل اكثر من الف سنة سالفة, اثبت نجاحه, رغم قلة التطور في ذلك العصر, مقارنة في زمن اليوم من تكنلوجيا, وتطور معلوماتي وسرعة ايصال الحكم وسهولة تطبيقه.
ولهذا تجد الفيلسوف الاسلامي المرجع الصرخي, قد شخص وبين تلك النظم الوضعية , مقارنة بنجاح النظام الاسلامي, رغم قدمه, وارجع عدم تطبيقه بعد الرسول الاكرم_ صلى الله عليه واله _, لعدم فهمه ممن تصدى للحكم والقيادة, قال الفيلسوف في كتاب "فلسفتنا" بأسلوب وبيان واضح, مانصه..
((4- النظام الإسلامي
ويتقاسم العالم اليوم اثنان من هذه الأنظمة الأربعة: فالنظام الديمقراطي الرأسمالي هو أساس الحكم في بقعة كبيرة من الأرض، والنظام الاشتراكي هو السائد حاليا في العديد من دول العالم بعد أن كان سائدا في بقعة كبيرة أخرى قبل انهيار الاتحاد السوفيتي، حيث كان لكل من النظامين كيان سياسي عظيم، يحميه في صراعه مع الآخر، ويسلحة في معركته الجبارة التي يخوضها أبطاله في سبيل الحصول على قيادة العالم، وتوحيد النظام الاجتماعي فيه
وأما النظام الشيوعي والنظام الإسلامي فوجودهما بالفعل فكري خالص، غير أن النظام الإسلامي مر بتجربة من أروع تجارب النظم الاجتماعية وأنجحها، ثم عصفت به العواصف بعد أن خلا الميدان من القادة المبدئيين أو كاد، وبقيت التجربة في رحمة أناس لم ينضج الإسلام في نفوسهم، ولم يملا أرواحهم بروحه وجوهره، فعجزت عن الصمود والبقاء، فتقوض الكيان الإسلامي، وبقي نظام الإسلام فكرا في ذهن الأمة الإسلامية، وعقيدة في قلوب المسلمين، وأملا يسعى إلى تحقيقه أبناؤه المجاهدون، وأما النظام الشيوعي فهو فكرة غير مجربة حتى الآن تجربة كاملة، وإنما تتجه قيادات المعسكر الاشتراكي إلى تهيئة جو اجتماعي له، بعد أن عجزت قياداتهم عن تطبيقه حين ملكت زمام الحكم، فأعلنت النظام الاشتراكي، وطبقته كخطوة إلى الشيوعية الحقيقية
فما هو موضعنا من هذه الأنظمة؟ وما هي قضيتنا التي يجب أن ننذر حياتنا لها، وتقود السفينة إلى شاطئها؟)) انتهى كلام المحقق
للأطلاع او تحميل الكتاب
https://goo.gl/H3EBof
وختاما نقول لمن يريد الخلاص والرفاه والسعادة الدنيوية والاخروية, عليه الايمان بالله اولاً, والتسليم ان الخلق والحياة والمعيشة من تدبيره, ومن شؤونه, وهو القادر على حل مشاكل الانسان الاجتماعية , من خلال وضعه للقوانية البشرية منذ ولادتها, لتنظم حياته الاجتماعية والاسرية والاقتصادية والسياسية, وحتى تعامله واخلاقة وتربيته, وعليه فلا خلاص الا بالرجوع له وتطبيق شرائعه المتقنة.
فلاح الخالدي