أربعون عاماً على نجاح الثورة الإيرانية

ثلاثاء, 02/05/2019 - 08:34

كانت إيران أشبه بجزيرة معزولة عن محيطها الذي ترتبط به بعلاقات ثقافية وتاريخية مشتركة، وكانت ثاني أكبر قاعدة بعد الكيان الارهابي لتنفيذ مخططات ومشاريع قوى الامبريالية الغربية بقيادة واشنطن في المنطقة.

ومع اليوم الأول لوصول قائد ثورتها الامام الخميني بدأ التحول السريع والجذري في سياساتها الخارجية لصالح قضايا المنطقة العربية ومحيطها الإسلامي، تمثل بتقديم كافة أشكال الدعم والمساندة والتأييد لقوى الممانعة العربية في مواجهة الكيان الصهيوني والمشاريع الامريكية المشبوهة في المنطقة، حيث قامت بأغلاق سفارة الكيان في طهران ورفعت فوقها علم الدولة الفلسطينية كما قامت بطرد السفير الامريكي أيضاً، لتبدأ مرحلة جديدة في نصرة القضية الفلسطينية وتأييدها في كل المحافل الدولية كما قامت بمد جسور التواصل مع دول الجوار واقامة أفضل العلاقات معها على أساس المصالح المشتركة والاحترام المتبادل، الأمر الذي ساهم بمحو صورة ( ايران الشاه) بسرعة من أذهان الآخرين واستبدالها بصورة ايران الثورة الاسلامية التي انتفى من قاموسها السياسي سياسات التحالف المشبوهة المؤيدة للغرب والعاملة على تنفيذ مخططاته ومؤامراته.

أما على الصعيد الداخلي فقد تمكنت ايران من انجاز تقدمها وتطورها العلمي والتقني في كافة المجالات،  لدرجة انها أصبحت محط احترام وتقدير الآخرين فمليارات الدولارات عائدات النفط التي كانت تنفق على مظاهر البذخ والترف في عهد الشاه، وجدت طريقها الصحيح إلى أصحابها الحقيقيين من أبناء الشعب الايراني الأمر الذي ساهم في تحسين مستوى معيشتهم وتمتعهم بمستوى لائق من الحياة يتناسب وثروة بلادهم، التي عرف قادة الثورة الايرانية كيف يسخرونها لبناء نهضة بلادهم وأبناء شعبهم الحضارية ليس في مجال البنية التحتية والخدمية فقط، وإنما في كل مجالات العلوم والصناعة والبحث العلمي الأمر الذي مكنها وخلال سنوات الثورة الماضية من اللحاق بركاب الدول المتطورة المتقدمة صناعياً حتى أنها تقدمت على بعض الدول التي سبقتها بسنوات في انجاز وتحقيق تطورها والتقدم الصناعي لم يكن في مجال الصناعات التحويلية والخدمية بل تجاوزه إلى أعقد وأصعب مجالات والتي كانت حكراً على دول تعد على رؤوس الأصابع.

وها هي اليوم تفاجئ العالم بفتوحاتها وانجازاتها العلمية التي كان آخرها دخول نادي الدول التي غزت الفضاء، عندما أعلنت ومع ذكرى قيام ثورتها عبر ارسالها أول قمر للفضاء الخارجي بالاعتماد على الخبرات والتقنيات المحلية، وهذا الانجاز الذي حققته يتواكب مع برنامج نووي طموح ماضية فيه، رغم كل الضغوطات الغربية التي تواجهها بسببه مؤكدة أن لاقوة في العالم تستطيع أن تثنيها عن امتلاك هذه الطاقة التي ستخصصها للأغراض السلمية.

وعلى صعيد إنتاج المقالات العلمية في مجال تكنولوجيا المعلومات، تتصدر إيران بلدان المنطقة من حيث انتاج المقالات العلمية في مجال تقنية المعلومات، وتتفوق على دول المنطقة من حيث الاتصال بالإنترنت السريع، بحيث أن نسبة اختراق الإنترنت (عدد مستخدمي الانترنت في البلاد) فيها تفوق الـ 70 في المئة.

عدد المقالات العلمية الصادرة من إيران في مجال تقنية المعلومات وصل الى 51 ألف و52 مقالًا، إذ تتصدر الجمهورية الاسلامية بهذا العدد قائمة بلدان المنطقة من حيث انتاج المقالات العلمية في مجال تقنية المعلمات.

وتنتج إيران أيضاً أنواع القطع الالكترونية كالمودم والكابلات والمحولات، وإنها تعد ضمن الدول العشرة الأولى في تصميم وصنع وإطلاق الاقمار الصناعية.

نظرا لاستراتيجية الاقتصاد المقاوم التي تتخذها إيران، فقد تم إعداد وتوفير أرضيات لخلق فرص عمل، لا تتحقق الى على صعيد تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

ورغم تدني نسبة الإيرانيين بين سكان العالم، والذين لا يمثلون أكثر من واحد في المئة من إجمالي سكان المعمورة، إلا أنهم استطاعوا الارتقاء في حصتهم في معدل الإنتاج العلمي دولياً من 0,7 سنة 1996 إلى 1,8 في المئة حتى نهاية 2017، وشغلوا المركز الـ17 عالمياً في معدل ‘آي.اس.آي”.

لقد قدمت الثورة الايرانية نموذجاً يحتذى به لكل من يريد ان يستغل امكانياته وموارده المادية والبشرية، لبناء نهضته الحضارية القائمة على امتلاك ناصية العلم والتقنيات ولهذا استحقت الاحترام والتقدير.

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف