أصبح(1/ رجب) يوماً لإستذكار المأساة التاريخية، التي وقعت في مدينة النجف الأشرف قرب ضريح الامام علي(ع)، بإنفجار السيارة التي تقل(السيد الحكيم)، حيث تناثرت أجزاء جسمهِ الطاهر مع قطع السيارة، لتشكل فاجعة القرن الجديد.
مما يؤسفني حقاً أن تبقى الذكرى مجرد ذكرى، ننعى من خلالها الشهيد، ونقدم التعازي لذويه ومحبيه فقط، ولا نقوم بدراسة هذه الشخصية دراسة موضوعية تخصصية عميقة، نستفيد من خلالها نحنُ والاجيال اللاحقة؛ نعم كانت ثمة بحوث حول شخصية السيد الحكيم، لكنها لم ترقى للمستوى المطلوب، ولم تؤدي الواجب البحثي الكامل، وذلك لقصور المنهج المتبع لتلك الدراسة حسب ما رأيته، مما جعلني اليوم وبمناسبة حلول هذه الذكرى أن أكتب في كيفية وضع المنهج، الذي يجب إتباعهُ لدراسة هذه الشخصية والشخصيات المشابهة لها.
فأرى أن يرتكز المنهج على عدة مرتكزات، يجب أن يقوم عليها البحث وهي:
لا يمكن دراسة شخصية الحكيم بصورة تجزيئية، تفصل بين ابعاده الحركية والقيادية والفكرية، إنما هو وحدة موضوعية قائمة بذاتها، ففكره واسلوبه وعمله، كان يتحرك بمنهجية شاملة دون فواصل مستقلة.
لم يركز الحكيم جهوده على حقل واحد من حقول النشاط الاسلامي، حيث كان يتعامل مع الواقع الاسلامي برؤية شمولية واسعة لكل شؤون الحياة.
احدث الحكيم نقلة نوعية في شكل المواجهة بين الاسلام واعدائه، حيث اخرج النشاط الاسلامي من خندق الدفاع والتقليدية الى ساحة المواجهة والحركية.
أن نشاط الحكيم وجهاده وأن ظهر في مرحلة زمنية معلومة إلا أنه لا يزال حياً متجدداً.
ما قدمه الحكيم في المجالات المختلفة، لا يحق لنا النظر إليه على أنه تراث مجرد، إنما المطلوب توظيفه بصورة دائمية، وتقديم مشاريعه لأبناء الامة.
إعتماد السرد التاريخي دون التحليل لا يمثل بحثاً ولا دراسة علمية البتة، وكذلك إنفصال البحوث والدراسات واستقلالها يؤدي الى ضياع قيمة الدراسات بمجملها، حيث يجب أن تكون الدراسات تكاملية، أي أن يبدأ اللاحق من حيث إنتهى السابق، كذلك يجب أن تكون ثمة علاقة بين الكاتب والشخصية من حيث الزمان والمكان واللقاء، وهذه من أهم الأمور.
بقي شئ...
أدعو جميع من عاصر الحكيم وجالسه وشاركه، ولو بذكرى بسيطة، لتدوين ذلك ونشره، لأنهُ سيسعف الباحثين كثيراً، في معرفة أبعاد هذه الشخصية ودراستها بشكل صحيح.
.................................................................................................
حيدر حسين سويري
كاتب وأديب وإعلامي
عضو المركز العراقي لحرية الإعلام