الفصل الأول

ثلاثاء, 03/12/2019 - 01:12

قبل يومان   انعقدت الجلسة   الأولى للفصل  التشريعي  الثاني ، وحضور السيدان رئيس  الجمهورية  والوزراء  ،  ومكافحة الفساد العنوان الأبرز لهذه الجلسة .

 تأسيس المجلس الأعلى لمكافحة الفساد ،وإلغاء مكاتب المفتشين العموميين وتفعيل دور الادعاء العام  خطوات اتخذت من البرلمان والحكومة لكشف الفاسدين ، ومحاسبتهم  أو الحد  من  هذه الآفة  التي  دمرت البلد ، ونهبت ثرواته وخيراته .

خطوة عدها الكثيرين لا تقدم ولا تأخر،وحالها كحال السابقات التي اتخذتها الحكومات السابقة،وكان الغالبية تتوقع خطوات أكثر موضوعية ، وتضمن حلول  واقعية ،  بسبب حجم الملف حيث تبلغ عدد الملفات المعلنة رسميا بالآلاف  ، وعدد المتهمين  بالمئات  وهنا بيت القصيد .

ليس  من باب التبرير  أو الدفاع عن احد  ملف مكافحة  الفساد اخطر من مواجهة خطر الإرهاب بعشرات المرات ، وهذا الأمر حقيقة معلومة منا جميعا ، لان المتهمين في قضايا الفساد كبار المسئولين في الدولة العراقية ، وتقف  ورائهم جهات  متنفذه  متسلطة  لها  نفوذها  الداخلية ، وارتباطها الخارجي ، ولديها اذرع في كل السلطات ،وفصائل مسلحة يمكن الاستعانة بها عند الحاجة  .

 ولو فرضنا جدلا كشف ملف واحد من الملفات الساخنة ،وهو ملف سقوط الموصل ، وكشف ألأسباب الحقيقية لسقوطها ، والجهات التي تقف ورائها ،لاسيما  التسريبات  والحقائق  والوقائع  تؤكد  تورط  عدة جهات داخلية وخارجية  بهذا الملف .

هذه الخطوة أو غير من الخطوات من اجل مكافحة الفساد،  ولا نتوقع   او نتأمل أكثر  في ظل حكومة الأحزاب  والتوافق  والمحاصصة ، والعلاقات  الخارجية المتينة ، وقادة الشعارات والتصريحات لن تحل جذور المشكلة ،  بل  على العكس  تمام سيستمر  مسلسل  سرق المال  العام ، وعلى عينك يا تاجر ، ومن خلال التشريعات  والقوانين  النافذة  التي  تضمن مصالح الحاكمين ، وتجربة السنوات الماضية خير برهان في كشف المفسدين  .

وعليه علينا تغير الأمور أو الأسس من الفصل الأول التي قام عليه النظام الحالي بعد السقوط  وفق مصلحة البلد وأهله ، ولا نبقى تحت رحمة من لا يرحم أهل الدار والجار ، ويحاسب حساب عسير كل من قتل وسرق شعب الخيرات والثروات ، لأنهما وجهان لعملة واحدة .

 

 

       ماهر ضياء محيي الدين

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف