ما أشبة الأمس باليوم والمنطقة تشهد نفس السيناريو من قوى الاستكبار العالمي التي دمر بلدي وقتل شعبنا بحجج اثبت الأيام فيما بعد أنها كاذبة وغير حقيقية .
ما جرى في تفجيرات الفجيرة لم يكن أمرا عاديا أو مستغربا في ظل تصاعد حدة الصراعات الدولية ، وأصابع الاتهام تطال عدة جهات تقف وراء هذه الحادثة من اجل تأجيج الأوضاع ، و دفع الأمور نحو خيارات تسعى إليها هذه الجهات ، وأطرف كثيرة اتهمت إسرائيل ، وأخرى وجهت أصابع الاتهام ضد داعش أو أجهزة مخابرات عربية ومنها الإماراتية لأسباب شتى ، ولم تخلو الساحة الإيراني من الاتهام حيث عدها البعض محاولة من إيران إرسال رسالة شديدة اللهجة لتحذير بعض الدول بان قادرون على الوصول لأي هدف ، وضرب أهدافكم الإستراتيجية ، لكن المتهم الأول والأخير،والمستفيد منها الولايات المتحدة الأمريكية من خلال حقائق كثيرة جرت سابقا .
لورجعنا إلى الوراء قليلا نجد إن سيناريو الذي تستخدمه أمريكا ضد إيران هو نفس السيناريو الذي استخدم ضد النظام البائد بمعنى أدق وواضح حجة أمريكا في غزة العراق وإسقاط نظامه كانت انه نظام يهدد الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي ، ويدعم بعض الجهات التي تهدد مصالحنا ، ومصالح حلفائنا ، ثم بدأت حلقة جديدة من التصعيد ، وكانت حجة الأسلحة الدمار الشامل, لتكون ذريعة واهية لضرب العراق ، وتدمير منشئاتنا، ولم تقتصر عند هذا الحد ، ليكون حال اليوم معلوم من الجميع .
يتكرر نفس الأمر ضد إيران ، وبحجة استهداف مصالحنا من قبل فصائل مرتبطة بها،والبرنامج النووي الإيراني ، ودعمها للجهات معينة أو نظامها يشكل خطرا على الجميع ،والخلاصة للغايات التي تقف وراء هذا التفجير تزيف الحقائق والوقائع،لتكون كل أصابع الاتهام موجه ضد إيران بطريق أو بأخرى ، والحصول على دعم وتأييد دولي من عدة إطراف ، وحجة للضغط على إيران ، وتضيق الخناق عليها أكثر فأكثر لإجبارها على الحوار والتفاوض ضمن الشروط الأمريكية .
لن ينتهي هذا الاستهداف أو التصعيد عند هذا الحد ، وسنشهد المزيد والأعنف خلال المرحلة المقبلة حتى تحقق هذه القوى مأربها الشيطانية التي لم تتعلم من الدروس السابقة، وتأخذ العبرة من التجارب الماضية ، بان المعركة الحقيقي هي المواجهة المباشرة ،وكل الطرق الأخرى الملتوية لم تجدي نفعا، وهذه ما تخشاها قوى الشر والطغيان الأمريكي .
ماهر ضياء محيي الدين