من المستفيد من  قرع طبول الحرب ؟

خميس, 05/30/2019 - 02:27

المواقف الرسمية لأغلب الدول تصب في تهدئة الأزمة القائمة بين أمريكا وإيران  ،  وعدم تصعيد الأمور نحو المواجهة ، لكن اغلب هذه المواقف ذات إبعاد سياسية وإعلامية بحتة .

 

قد يتبادر إلى ذهن  القارئ الكريم  للوهلة الأولى  وبسرعة فائقة  ، وبدون تفكير معمق للأمور الجهات التي تستفيد من الحرب الأمريكية على إيران ، وهي معروفه  من الجميع  أولها إسرائيل  ودول  أخرى  مثل السعودية والإمارات  والبحرين ، وهذه  الدول  لا تتوقف مواقفها على قرع  طبول الحرب وحسب ، بل تسعى وتدعم أمريكا على ضرب إيران ماديا وسياسيا  ، وحتى المشاركة بقواتها في هذه الحرب أو المواجهة ، لكن في المقابل هناك اطراف تترقب سير الإحداث عن كثب ، وتريد إن تصل الأوضاع إلى أكثر من قرع  طبول الحرب ، وهي المواجهة العسكرية المباشرة بين الطرفين ،ومهما كانت النتائج أو العواقب  ، ومن المنتصر أو الخاسر من النزاع المرتقب الأهم لها تحقق من ورائه مكاسب أو منافع شتى،لان الكل متيقن أنها حربا خاسرة للطرفان، وستدخل المناطق بأسرها في حسابات أخرى ، وهذه  الجهات  تأتي  في  مقدمتها  روسيا  وتركيا  والصين في جانب ، وفي جانب  أخرى  اغلب  دول  الاتحاد الأوربي ، ولكل طرفا حسابات معينة في قيام الحرب،وعدم حلها سلميا لأسباب عدة، لهذا نجد مواقف دول الصف الأول في الحلف السعودية والإمارات ،وحتى إسرائيل تؤيد نشوب الحرب ، وتؤيد خيار الحل السلمي ، وعدم تأزم الأوضاع ، لأنها تخشى عواقب وويلات الحرب ، والدخول في  دهاليزها المظلمة .

لعل  الأسباب  التي وراء  رغبات هذه الدول بان تكون هناك حربا مشتعلة بين الجانبين  تحرق الأخضر واليابس كثيرة جدا ، ففي خسارة الطرفان أو الإضرار التي  ستلحق بهما  نتيجة  هذه  المواجهة  بطبيعة الحال  ستكون مهولة جدا ،  وبالأخص روسيا ،لان كلا الدولتين تمتلك أسلحة  متطورة وفتاكة ،وخصوصا  خسارة الجانب الأمريكي أمر وارد جدا ، ففي تجارب سابقة خسرت حروبها ، وتجربة فيتنام خير دليل ،وإيران خصم لا يستهان به هذا من جانب .

جانب أخر قد يقول  قائل  إذا  قامت الحرب ، فنتيجة  ترتفع  أسعار النفط ، وتتضرر مصالح هذه الدول في المنطقة ، وقد تصل الأمور إلى أكثر من ذلك ، لكن عمق  وخطورة المشاكل  القائمة بين هذه الدول مع أمريكا كبير جدا ،وهي تعيش تحت الضغط الأمريكي الرهيب منذ تولي ترامب السلطة في ملفات  مختلفة ، وتتعرض  إلى   تهديد  وضغط  وعقوبات  اقتصادية    مستمرمن  الإدارة الأمريكي ، لإجبارها إلى التنازل أو الخضوع للرغبات أو الإرادة  البيت الأبيض ، ومهما  كان  ثمن الحرب  باهظ عليها ، لكنها ترغب في خسارة أمريكي  أو تعرضها إلى نكسة تجعل ساستها في وضع صعب للغاية .

  الإدارة  الأمريكية  تدرك تمام  مخاطر هذه المغامرة مع إيران ، وأيضا تدرك إن هناك عدة جهات ترغب في خسارتها الحرب او فشلها في تحقيق غاياتها أو أهدافها ،لهذا تصر على إجراء تفاوض وحوار مباشر مع إيران ، لان كلا الأمران  في الحرب مع إيران سيكلفها الكثير ، وتكون زعامتها تحت التهديد بوجود خصوم مثل الصين وروسيا .

 

ماهر ضياء محيي الدين

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف