انّ الارتباك الكبير الحاصل اليوم والتخبّط في السياسات وارتجال المواقف التي تخفي وراءها خطط غير أخلاقية وليس لها اي علاقة بالمفهوم الانساني وهو امر لا يمكن السكوت عنه وواجب التنبّه منه على كل المستويات. بناء عليه اعلن المكتب الاعلامي لسفير الشرق الاوسط للجنة حقوق الانسان الدولية وامين عام منظمة جامعة الشعوب العربية الدكتور هيثم ابو سعيد انّ إشارات خبيثة في ذلك الإطار يتم التحضير له وقد يكون العمل فيه قد بدآ والتحريات جارية في هذا الاتجاه بغية الوقوف على بعض الانتهاكات الانسانية في حلب وغيرها من المدن العربية التي تعرّضت لقصف جوي وادّى الى استشهاد المئات وعجز المئات، بالاضافة الى قضية تفجير الكرّادة التي أودت بحياة المئات من الشهداء. وفي التفصيل ونتيجة لمعلومات خطيرة للغاية وصلت الى مكتب السفير ابو سعيد والتي تشير الى صفقة نوعية قامت بها الاستخبارات الإسرائيلية بالتعاون مع مجموعة من رجال اعمال يهود ينشطون في جورجيا ومعظم دول روسيا الاتحادية بشراء طيران حربي روسي من طراز ميغ ٢١ وعددها سبعة بعد صفقة مشبوهة مع أوكرانيا، تمّ نقلها الى تنظيم داعش في وقت سابق عن طريق جورجيا وسوقها الى الحدود التركية وصولا الى مطار أنجرليك التركي. وقد حصل ذلك بعلم دول اقليمية تساند تنظيم "داعش" المحظور دولياً.
وتمّ شراء تلك الطائرات من قبل رجال اعمال وسياسيين عرب متورطون في عدائهم للحكومة السورية وحلفاءها ولهم ارتباط قوي اقتصادي بمنظمة "الايباك" في الولايات المتحدة الأميركية. وكان التنظيم قد استعمل احدى تلك الطائرات في عمليات قصف وآخرها في حلب بعد ان انطلقت احدى هذه الطائرات من مطار أنجرليك التركية وقصفت مستشفى "القدس" وأدى الى إصابة العشرات من المرضى في 27 نيسان 2016. والجدير ذكره ان تلك الطائرات لم يتم الحصول عليها من مطارات (كويرس) او (الطبقة) كما اعتقدت السلطات الامنية السورية في حينها. وفي معلومات أولية ان إعطاء هذا التنظيم الطائرات بعد طلْيها بالعلم السوري يُراد استخدامها في مواقع اخرى يتم الأعداد لها قريباً من اجل انشاء فجوة وفتنة كبيرة بين سوريا وحلفاءها وارتباك عسكري داخل الصف الواحد.
وفي ملف "الكرّادة" المستجد تبين انّ "داعش" والاستخبارات التركية يجنّدان عمال من التابعية الباكستانية والأفغانية والبنغلادشية والهندية في بغداد أتوا من دول مجاورة للعراق وليس مباشرة من بلادهم بطلب من غرفة عمليات مشتركة. وهؤلاء العمال يعملون، بحسب شهود عيان، في مجالات خدماتية بسيطة بما فيها المستشفيات الحكومية ويتقاضوا أجراً عالياً بالنسبة للدخل القومي لهم. ومن خلال عملهم استطاعوا ان يراقبوا كل ما يُطلب منهم لجهة الرصد الكامل لتحركات المسؤولين وغيرهم وبات عملهم محصوراً في مناطق ذات أغلبية طائفية محددة، ويتم الاعتماد عليهم في تنفيذ اعمال تفجير وانتحار وآخرها مجمّع "الليث" الذي كان يشغل اعداد هائلة من هذه العمالة لم يتواجدوا اثناء التفجير ولم يأتِ احد منهم في ذلك النهار لعمله. وختم السفير ابو سعيد انّ هذه الخطط الجديدة لا يمكن إيقافها ما لم تدخل كل الكتل السياسية في حوار جدي ترعاه القيادات العراقية من اجل وقف هذا النزف والولوج الى تسوية حقيقية تعيد للعراق مكانته العربية المرموقة.
المكتب الإعلامي للشرق الأوسط