بعزيمة وهمة قائدها وبعضد وابتسامة شعبها، على أرضها الرباط والمنارة وتحت ظلال سمائها المدرارة، بنسيمها العبق وبرجل أمنها المثابر اللبق، بصحرائها وجبالها ووهادها ببحرها وبنهرها وينابيعها، وبكل شيء جميل فيها احتضنت موريتانيا قمة أمل العرب .
استقبلتهم بالجمال والنوال وباسقات النخيل والوجه الجميل، وتحت خيامها المترفة كان اللقاء وأيما لقاء !
إنه لقاء يتميز برمزية المكان وقدسيته حيث موريتانيا المرابطين مهد أبناء مايابا وولد اتلاميد وولد اخطور وولد بيه، إنها شنقيط تينيكي ووادان وولاتة وتيشيت ... لأول مرة تتشرف هذه الدولة الضاربة في جذور العلم والتاريخ باستضافة قمة تجمع العرب ويتشرف العرب بزيارة موريتانيا والإقامة فيها وهم الذين كانوا يسمعون عنها فقط ويسمعون في الغالب مالا يرضي أهلها ولا يسرهم قبل أن تتكشف الحقيقة وتتغير الصورة النمطية التي رسخت في أذهانهم لسبب أو لآخر .
بدأت الفرحة حين التأم جمع الأمة الواحدة والجسد الواحد تحت خيمة عربية واحدة في يوم بهيج، بدا فيه الكل باسمه ووسمه يرتل قصائد الثناء والفخر بهذا الركن القصي من البلاد العربية ويشدو ترانيم الهوى الذي أذكته أصالة موريتانيا الممزوجة ببريق المدنية اللامع في فضاء إسلامي سمح وفسيح، ليشهد ذلك العرس قرابة سبعمائة صحفي يمثلون مختلف وسائل الإعلام الدولية - مرئية ومسموعة ومقروءة - وبمختلف اللغات، ينقلون الحدث من عاصمة العرب انواكشوط .
إنها فرحة ومفاخر ما كان لها أن تكتمل دون أن تكون هنالك بصمة موريتانية واضحة تحدد الهدف والأولويات وتوجه البوصلة نحو التحدي والخطر الأول الذي تواجهه الأمة العربية ألا وهو العدو الصهيوني، بعدما استطاعت القوى الغربية لفت الأنظار عنه وخلق مشاكل بينية - وهمية في الغالب – مع شركاء ودول جارة ومسلمة ،وهو ما عبر عنه الرئيس الدوري للجامعة فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز في كلمته أمام الحضور .
هي إذا موريتانيا الجديدة التي سطرتها أنامل فخامة رئيس الجمهورية بأحرف عربية مبينة في يوم إفريقي مشهود ،ولم تعد ذلك الحاضر الغائب الذي لا وزن له ولا يحسب له حساب .
محمد معزو