لرب سائل يسأل لماذا مرجعية السيد الاستاذ المحقق بين الحين والاخر تعمل اعمالًا مغايره لجميع فقهاء هذا العصر؟ او انها تختلف من حيث الالية الحضارية والاخلاقية والعلمية عن باقي اقرانه من مراجع دين سواء في العراق او خارجه!! وبالتأكيد هو ليس قدحًا او انتقاص من الاخرين بل هو تميز وابداع وهذا ما سار عليه السلف من انبياء واوصياء وعلماء من تعدد ادوار ووحدة الهدف وهذا الامر حسن ولا يوجد فيه اي اشكال او حرمة دينية، ومن المؤكد هو وجود العلامة الفارقة الا وهي (الاعلمية) ولا نريد ان نتطرق لها في هذه العجالة لكون الكثير من الكتاب والادباء والفقهاء قد تعرض لهذا الموضوع واثبت بالدليل العلمي الشرعي الاخلاقي ارجحية سماحة المحقق عن باقي العلماء سواء كان ذلك عن طريق البحوث الفقهية او الاصولية او بحوث الكلام والمنطق والتاريخ ومن شاء ان يطلع فهناك عشرات الادلة على ما نقوله وممكن ان يراجع بنفسه ويعرف الحقيقة من خلال النت او الاطلاع على الكتب المطبوعة، لكن ما يهمني من الامر هو اقامة المهرجات التربوية الاخلاقية التي تحمل شعارات (المهدي..علم،اخلاق،وسطية،تربية) والتي اقيمت في مدن كثيره من العراق وحضرها الاف من الشباب والاشبال والمثقفين والأكاديميين ورجال دين، ومن يحضر لتلك المجالس يلاحظ كيف تتعدد الاساليب التي يخاطب بها الاستاذ المنتمين للأديان الاخرى وما هي صلة التقارب بينهم وبين الدين الاسلامي وانه جميع الانبياء (عليهم السلام) قد سخروا انفسهم لإنقاذ الناس من براثن العبودية وسلوك طريق الهداية والصلاح وتحقيق العدالة الاجتماعية بين مكونات المجتمع سواء كان ذلك المجتمع (مسيحي، او صابئي، او يهودي،او مسلم)
ومن الملفت للنظر ايضًا استخدام اطوار حديثة تخاطب الجمهور تحمل في طياتها كلام عن الوحدة ونبذ العنف والتحذير من وسائل انتشار الرذيلة مثل (المخدرات وغيرها) كطور (الراب المهدوي الاسلامي) والذي فيه سمه جديدة تخاطب شباب العصر بعد ان اصبح الكثير من شبابنا يستخدم ذلك الطور لغرض نشر الرذيلة والفواحش بين ابناء البلد وبين ابناء المجتمع الاسلامي او حتى الغربي ولرب سائل هل يمكن هداية شباب الغرب بهذه الطريقة وهم يستخدمون (الراب الغربي الامريكي) للانحراف؟؟ نقول كل نبي مرسل او امام معصوم او مرجع اعلم هو يرى اليوم في نفسه انه مسؤول عن كل الامة وعليه ان يستخدم الوسائل المتاحة لهداية البشرية وانتشالهم من واقع الفساد بعد ان حرفتهم (الرأسمالية، والشيوعية) ونشرت كل مفاهيم الفجور في بلدانهم حتى اصبح كل شيء مباح تحت مسمى (الديمقراطية) ثم لم يبقى الامر على ما هو عليه بل اخذ طابع جديد وهو نشر الالحاد في تلك الدول وتعدى الامر لينتشر بالدول الاسلامية والعربية ، فهل يبقى المجتهد الاعلم مكتوفي الايدي امام تلك الانحرافات ام انه يستخدم طرق جديدة لاصلاح المجتمع؟؟ طبعًا الخطاب هنا يختص بالعقلاء ومن يفهمون لغة العقل، اما من يفهم لغة التعصب والسب والشتم فلا كلام لنا معه لأنه بنى مفهومه على اسس رملية هشة، فمن الممكن ان تكون تلك الوسائل باب للهداية، وكما حصل مع التيمية من خلال المحاضرات العديدة التي بينت هشاشة توحيد التيمية وانه مبني على الجسمية فترك العديد من هؤلاء ذلك الدين الخرافي المشبوه والذي يعتمد على تكفير الاخرين لمجرد اختلاف الرأي.
سامي البهادلي