منحت دولة ماليزيا جائزة العام الهجري الجديد للشيخ عبد الله بن بيه رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة.
وهي أعلى جائزة تمنحها ماليزيا لعلماء المسلمين في العالم تقديرا لجهودهم في نشر العلم وقيم التسامح والتعايش والتأثير الإيجابي في العالم.
ولا غرابة في حصول الشيخ على هذه الجائزة المهمة فيما ترمز إليه.
فهو حفظه الله ـ كما هو معروف ـ داعية حوار وسفير سلام ورجل إطفاء للحريق المشتعل في جسد الأمة.
كان ولا يزال حريصا على الدعوة إلى نبذ كل مظاهر العنف والإرهاب والتطرف بكل الوسائل المتاحة من حكمة وموعظة حسنة.
لقد اتخذ من هذا الخطاب منهجا للملمة جراح الأمة التي بدأت تدرك أهمية تعزيز السلم والتآخي والتعايش ونبذ كل مظاهر التفرقة والحروب والكوارث والدمار.
في هذا المنهج كذلك دعوة إلى تبني كل ما يدعم سكينة وأمن الإنسانية انطلاقا من مبدإ تكريم الإسلام للإنسان وضرورة السلام في حياته.
وفيه كذلك إظهار الإسلام الصحيح الذي يدعوا إلى احترام الآخر وبذل المعروف له وفق تعاليم الإسلام وأسوة بنبي الرحمة صلى الله عليه وسلم.
خطاب إطفاء الحريق هو الأجدى والأصلح في هذه المرحلة وفي كل المراحل لمكافحة خطاب الأفكار المتطرفة التي حاولت الإخلال بتماسك الجسد الواحد من حين لآخر.
لقد أصبح جليا أن الأمة أحوج ما تكون إلى ما يجمعها لا ما يفرقها، وما يعمرها لا ما يخربها، وما يبنيها لا ما يهدمها.
وبات جليا ـ أيضا ـ أن رسالة الشيخ عبد الله بن بيه هي الرسالة التي يجب على كل المسلمين الدعوة إليها والتواصي بها.
حي على السلام، فالسلام هو المبدأ الذي أكدت عليه جميع الشرائع السماوية دون استثناء كما دعت إليه كل القيم النبيلة والفِطر السليمة والقناعات الحرة.
والحوار ضروري كذلك فهو مبدأ فعال لردم هوة الخلاف والشقاق ووسيلة مهمة من وسائل الاحتكام إلى الحق والجنوح للسلم.
مع هذا الخطاب المعتدل تحيى ثقافة التعايش وتتعزز في كل المجتمعات المسلمة وغير المسلمة التي تنشد الطمأنينة والأمن والسلام.
وبهذا الخطاب أيضا تُصحح المفاهيم وتُعتمد المناهج العلمية الرصينة لمعالجة كل أفكار الغلو والتطرف.
إنها دعوة إلى كلمة سواء... إنها دعوة إلى الحق.
والحق أحق أن يُتبع.