مما لا شك فيه عندما تحكمنا طبقة سياسية اغلبها كانت متسكعة في شوارع أوربا ومقاهي سوريا وازقة طهران ومختبئة في جحور قم، الذين أغلبهم لايمتلكون حتى شهادة المرحلة المتوسطة، فيكون من الطبيعي اصحاب الشهادات العليا مصدرا للازعاح والألم لهذه الشرذمة أو الطبقة السياسية.
يحاول اصحاب الشهادات العليا وكل عراقي شريف سواء بشهادة او صاحب حرفة معينة بأن يكون لهم دورا في بناء وطنهم، ولكن كيف يتم هذا؟ بل من المستحيل بوجود عفن سياسي يمارس مع شرفاء الوطن حالة من العنصرية والهمجية في التعامل معهم. وهذه طبيعة النظم الاستبدادية التي تعتمد في وجودها على الميليشيات والعصابات المسلحة واللصوص، وبالتالي فسيكون تحصيل حاصل سياستهم مع الشعب هو القمع والاعتقالات واستخدام خراطيم المياه، حيث تسعى (حكومتنا الرشيدة) وبكل السبل وكافة الطرق لنشر الجاهلية والتخلف والانحطاط في المجتمع العراقي.
ومن هذا المنطلق تحاول هذه الطبقة السياسية الفاشلة بكل ما تحمله الكلمة من معنى إلى شيطنة اصحاب المؤهلات العلمية والشهادات العليا وكل الطبقات الراقية في المجتمع العراقي من خلال تدمير التعليم ونشر الفساد بكافة أنواعه في مجال التعليم نفسه، وهذا كان واضحا للجميع، ابتداء من تعليم الأطفال في العراء او في المباني والهايكل التي لاتصلح اصلا للحيوانات مرورا بالحصول على الشهادات المزورة من إيران او لبنان من العراق وتحديدا من سوق مريدي في مدينة الصدر خير دليل على ذلك وليس انتهاءا بتغيير المناهج التعليمية والتربوية في جميع المراحل.
ولا غريب في هذه التصرفات والأفعال الوقحة من قبل الحكومة العراقية، فهم يزرعون الفتنة في كل مرافق الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والدينية، ونتيجة لهذه الأفعال انتهت وتحطمت البنى التحتية للبلد.
فعندما يخطب شيخ في إحدى الحسينيات وامام العشرات من المصلين وعلى القنوات الفضائية يسمعه الملايين ويقول بالنص( طيح الله حظ الدولة التي يقودها ابو الفتيلة)، والعراقيون يعرفون جيدا من هو ابو الفتيلة، وحين يصرح النائب السابق في البرلمان العراق الشيخ (رحيم الدراجي) على قناة دجلة الفضائية وتحديدا في برنامج بصراحة ويقول بالنص(اصحاب جنابر بيع الشاي والسكاير في كربلاء باتوا الان اصحاب بنوك أهلية في العراق)!
فكيف اذن يعامل اصحاب الشهادات العليا؟
زياد الشيخلي