ان نعمة الولاية هي نعمة عظيمة ، قد من الله بها على عباده بعد نعمة الاسلام ، ولا يستشعر بها ولا يعرف طعمها ولذتها ألا من ذاق حلاوتها واستضاء بنور ضيائها ومكارمها ، وهذه النعمة قد اخفتها الكثير من الاقلام المأجورة وحاربتها الكثير من ائمة الكفر والفسق خوفا من اهتداء الناس لتلك النعمة العظيمة ، فهي تمثل الخطر الحقيقي الذي يهدد كل ضلالة وكل شيطان متلبس بزينة الاسلام والايمان ، فولاية اهل البيت هي جنة من النار وهي الصراط المستقيم ، فتعاليمها هي تعاليم الله ورسولة وشريعته المقدسة ، وهم الامتداد الحقيقي لتلك الشريعة ، فهم الثقل الاصغر كما وصفهم رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم ) وهم عدل القران ، ومخالفتهم هي مخالفة للقران والشريعة المقدسة ، لذلك تجد ان هناك من ائمة الضلالة من يحاول تقييد تلك الولاية الصادقة بمذهب معين او بمذهب التشيع فقط ، ثم محاولته لتسقيط ذلك المذهب وتسقيط معه تلك الولاية من حيث لا يشعر الناس ، وهذا الكلام غير صحيح ، والله وسعت رحمته كل شي ولا يخص تلك النعمة العظيمة بفئة دون اخرى ، وهذا التقييد هو من فعل البشر وليس الله تعالى ، وقد اشار وناقش سماحة السيد الصرخي الحسني في مقتبس من المحاضرة (10) من من بحث: (الدولة .. المارقة...في عصر الظهور...منذ عهد الرسول- صلى الله عليه وآله وسلّم-) تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الإسلامي ، حيث قال :
عن الطبري في تفسيره: وَقَالَ آخَرُونَ بمَا سَمعْت ثَابتًا الْبُنَانيّ يَقُول في قَوْله: {وَإنّي لَغَفَّار لمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَملَ صَالحًا ثُمَّ اهْتَدَى} قَالَ
ثابت: إلَى ولَايَة أَهْل بَيْت النَّبيّ- صَلَّى اللَّه عَلَيْه وآله وَسَلَّمَ-. لاحظ، ولاية أهل البيت-( سلام الله عليهم)- تأتي بعد التوبة والإيمان والعمل الصالح، هي توفيق من الله- سبحانه وتعالى-، فمن رزقه الله أنْ يكون في عائلة، في مجتمع، في مكان، في أرض، في ولاية، تعتقد وتلتزم بولاية أهل البيت- سلام الله عليهم- بغضّ النظر عن عنوان تشيع أو تسنّن، شيعة أو سنّة، فهذه نعمة من الله، هذا فضل من الله، فعلينا أنْ نشكر النعمة، علينا أنْ نلتزم بنهج أهل البيت، علينا أنْ نلتزم بالولاية الصادقة التي أنعم الله بها، علينا أنْ نكون زينًا لهم لا شينًا عليهم ) ، انتهى كلام المحقق الصرخي ، اذن فهي ولاية عامة يهتدي اليها من يهتدي من جميع ابناء المسلمين وليس حكرا على احد ، ولها مقدمات وشروط للوصول الى تلك النعمة وهي التوبة والايمان والعمل الصالح .
سليم العكيلي