بين النفاق والحب ، النفاق يستخدمه البعض لإظهار الحب والمشاعر الطيبة والكلمات الجميلة وفي الحقيقة هو يظهر مالا يبطن ، يخرج لك أرقى العبارات وأنقى الكلمات ويزيف الحقائق بالمدح الكاذب ويدعي ذلك حبا ، يخفي الواقع ويدعي أن ذلك حبا ، يتهم المخلصين والمحبين ويدعي أن ذلك حبا ، وما درى بأن ذلك خيانة لمن يحب! لأن إخفاء الحقائق والسكوت عن الخطأ مجامل لا تزيد الأخطاء إلى استفحالا ولا يزيد النار إلا اشتعالا ! ما أفهمه أن النفاق مناف للحب تماما ، فالمحب يستوجب أن يكون مرآة لأخيه يرى بها أخطاءه وعيوبه كما أخبرنا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ، وعندما نعكس هذا المعنى على الواقع نعرف من هو المحب لهذا الوطن ومن هو المجافي له ، فمن أشد المصائب أن تنظر فئة معينة من المجتمع إلى أن من يدعوا لإصلاح الأخطاء ويحاول أن يعالج أمراض المجتمع أنه منافق ! تتكشف الحقائق يوما بعد يوم وتظهر التجليات ويبان من يحمل في قلبه الحقد من الإنسان النقي صافي القلب والسريرة ، فالمواقف تظهر الرجال من أشباه الرجال ، فالذهب الخالص تصقله النار ، فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض، والاتهامات وسيلة من لا حجة له ، وطريقة من يتكلم بلسان غيره ، وهذا ما شاهدناه ونشاهده من كُتاب معروفين الأولى والأجدر بهم أن يحترموا عقولهم وعقول الناس فيما يطرحون من تهم على دعاة الإصلاح ، تارة يصفون الناس "بالعبثيين" وتارة أخرى "بالإخوان" وتارة بالعمالة للخارج وهلم جرة من التهم المفبركة لكل من يخالفهم في الرأي ولكل من يدعوا للإصلاح ، والجدير بالذكر أن هذه التهم جاهزة على مستوى العالم العربي ، فبدل التركيز على الأفكار المطروحة ومناقشة الأفكار يلقون التهم جزافا ، فالعقول الكبيرة تناقش الأفكار كما قيل ، والعقول الصغيرة تناقش الأشخاص ، قد يقول البعض نحن بخير ونعمة نحسد عليها ، أقول الحمد لله على النعمة وما يتكلم المصلحون إلا للحفاظ على الأمن والأمان والنعمة التي تحيط بنا ، فهي مهددة بتصرفات البعض وأبسط مثال يمكن أن نضربه مشكلة التركيبة السكانية !! أليست هذه من المشاكل التي تهدد أمن الوطن ؟! وأقول لكل من حمل قلمه على المصلحين كما قال الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم " فلتقل خيرا أو لتصمت " وما من كاتب إلا سيفنى ويبقي الدهر ما كتبت يداها فلا تكتب بكفك غير شيء يسرك في القيامة أن تراه
بقلم: عمر دغوغي الإدريسي مدير مكتب صنعاء نيوز بالمملكة المغربية.