في حوار مع أحد الطلبة المضربين عن الدوام في المدارس الزنكَلاديشية، وقولي لهُ: بأن ذلك غير صحيح، ويجب أن تستمر المدارس بعملها، وحصول الطلبة على دروسهم وعلومهم، فبالعلم وحده تتقدم الأوطان، ولا بأس بالتظاهر خارج أوقات الدوام الرسمي والمشاركة بالإحتجاجات، أجابني بتهكم وباللهجة العامية:
خل نداوم! مو!؟
حتى طالب السادس علمي يحصل على معدل 93% ويروح معهد طبي لو معهد نفط! لأن تعينهم مركزي إذا صح القول، ولو أحنا كل سنة شكل!
خل نداوم! مو!؟...
حتى وزارة التربية ترجع توزع المئات من الخيم، بدل بناء الصفوف على المدارس الريفية، ولأن ماكو كرفانات مثل ما سوتها بسنة 2014!
خل نداوم! مو!؟ ...
حتى تبقى مدارسنا عبارة عن مستنقعات للمياه الآسنة، طيلة فصل الشتاء، ومع أول زخة مطر... يطلعون الطلاب لبيوتهم خوفاً من سقوط الصفوف على رؤوسهم!
خل نداوم! مو!؟ ...
حتى المنهج الدراسي يتغير كل سنة، وفلوس الطباعة تروح لجيوب المسؤولين بوزارة التربية!
خل نداوم! مو!؟ ...
حتى المدارس تصير دوام خماسي وسداسي، لأن وصلنا (والحمد لله) للدوام الرباعي!
خل نداوم! مو!؟ ...
حتى الرحلة يگعدون عليها خمسة أو ستة طلاب، لأن هسه بس أربعة بالرحلة، والصف النموذجي عدنا 60 طالب!
خل نداوم! مو!؟...
حتى يوزعون علينا نص الكتب، والباقي نروح نشتريه من بره، وأقل كتاب بـ 13 ألف دينار أو نلجأ للملازم المتوفرة بشارع المتنبي وبـ 5 الاف دينار على الأقل!
خل نداوم! مو!؟...
حتى المدرس ما يُدَّرس زين ويجبرك تدخل عنده خصوصي، أو حتى بلا خصوصي، مجرد يقبض المالات أنت ناجح، وأسئلة نص السنة وأخيرها تجيك وبفلوسك!
خل نداوم! مو!؟... أوووووف (أطلقها بتنهدٍ طويل)
إلمن نداوم؟ وأفرض داومنا ونجحنا، ودخلنا كليات ونجحنا وتخصصنا، أي.. وين نروح؟ وين فرص العمل؟ وحتى اذا ردت تفتح مشروع، وين الدعم؟ إستاذ ما تسكت رحمه لأهلك(ماكو وطن ماكو دوام)
بهذه العبارة اليائسة من الوضع العام الحالي، والمتأملة بالحصول على مستقبلٍ أفضل من خلال التظاهرات والإحتجاجات، أنهى حديثهُ معي وغادر إلى ساحة التحرير...
حيدر حسين سويري