بعد أربع سنوات عجاف تزينت بإقالة رئيس سلطة تنظيم النقل الطرقي السابق محمد ولد ديدي علي خلفية فضيحة مالية, استبشر جميع فاعلي القطاع بتعيين إطار من البنك المركزي يدعي بلخير ولد بركة, بداية حكم الرجل بحكم تسميته رئيسا اتسمت بالرزانة وعدم التسرع في التعيينات أو الإقالات وأستقطاب رموز وفاعلي القطاع من مهنيين وإتحاديات, وبعد أن حال عليه الحول وتشبع بكل صغيرة وكبيرة من خفايا الأمور التي كانت تدار وتمتص بها موارد الدولة من طرف الرئيس السابق, عزم ولد بركة عزمه وشكل عصابته ومن محيطه الضيق ومن المنتسبين لجماعة الخير حتي يأخذ نصيبه من خيرات المؤسسة ويمول بها أولياء نعمته حسب معتقده: تكيبر وولد حدمين عبر إبرام عشرات الصفقات الوهمية, والباقي لضرب أعداءه السياسيين في مقاطعة كيفه خصوصا حلف وزير الداخلية المحترم محمد سالم ولد مرزوق, وهو ما انحرف به عن المهمة الأساسية والجوهرية لهذه المؤسسة ألا وهي تنظيم النقل, وهو فضل التحصيل ولجيبه الخاص.
وضع الثقة في الشلة وتعينها في المراكز التي تسمح لها بتطبيق توجيهات الزعيم:
العنصر الأول:
اختيار محاسب يدعي الداتي بمميزات خاصة مع العلم أن المحاسب السابق ابن أخ الرئيس السابق, شر البلية ما يضحك, المحاسب الجديد ابن عم الرئيس الجديد وصاحب سوابق في التسيير إذ تم إلزامه بتسديد مبالغ معتبرة لخزينة الدولة علي إثر التفتيش الأخير لمفتشية الدولة للمؤسسة وهو آنذاك المندوب الجهوي للسلطة في آدرار.
يمتاز العنصر الاول بعدم رفض تمرير أي فاتورة مهما كان المبلغ الذي تحتويه وعدم مبالاته بالضوابط المحاسبية لعدم إلمامه بها وتجاوزه للمدير المالي الذي يمتاز بخبرة متميزة في المجال المالي ولاكن التهميش الممنهج الذي تعرض له جعله غير مبالي لما يدور في فلك إدارته التي أصبح الآمر والناهي فيها هو المحاسب وذالك نتيجة لتجميد توقيع المدير المالي من طرف الرئيس, المحاسب والعارف به بعد أن كان معدم فهو اليوم أصبح من أباطرة المال والأعمال.
العنصر الثاني:
مسؤولة دفاتر الإتاوات تسمي البتول, وقد تم إختيارها لعدم توفرها علي أي مؤهل علمي مهما كان, ولاكن لولائها التام للزعيم بحكم أنه أخوها من الرضاعة ومسؤولة النساء في تياره السياسي, وقد تم اختيار مطبعة جديدة CREA بصفقة خيالية من دون مناقصة ولاهم يحزنون ويتم سنويا طباعة ضعف ما تحتاجه السلطة من الدفاتر و طباعة دفاتر خاصة من دون أرقام تسلسلية وأحيانا بأرقام مطابقة يتم تمريرها بطرق خاصة عن طريق أفراد العصابة المسؤولين عن المنافذ والمحطات الحدودية.
العنصر الثالث:
رئيس محطة كوكي الزمال: ولد دهماش والذي جن جنونه حتي يتم تحويله إليها وهو الذي كان المندوب الجهوي السابق في الحوض الشرقي وتتبع له عدة محطات وهو ما أثار استغراب جميع الفاعلين في القطاع ولاكنه جند جميع معارفه وبحكم قرابته بالرئيس السابق حتي يتم خفض رتبته وتعيينه كرئيس لمحطة في كوكي الزمال التابع لمندوبية الحوض الغربي, ولاكنها في عينيه مغارة علي بابا.
وهو ماتحقق مع بداية 2017 بعد عمل شهرين من –طلبة الراعي- عادت حليمة لعادتها القديمة هنا أقنع المخضرم الزعيم بطريقة جهنمية ولاتترك أي أثر والإستفادة ستكون خيالية وهو ماصادف هوي الزعيم, إذ أن العملية تتم كالآتي تكوين شبكة تعارف و اتصال مع سائقي و مسيري سيارات النقل الثقيل العابرة للشريط الحدودي والتعامل مع سائقيها أو المسؤول المباشر عن البضاعة وبدل أن يدفع 180.000 قديمة يقوم بدفع 60.000 من دون وصل إتاوة تصل لجيب العصابة وبالتمالؤ مع النقاط الأمنية التي تحظي هي الأخرى بنصيبها من الكعكة.
رئيس المحطة يوم قدومه إلي مدينة كوبني وبحكم أننا جيران وأبناء المدينة أو كما يقال أهل التويميرت متعارفيين, كان يمتطي سيارة مرسيدس 250 متهالكة وفي حالة رثة ومديين لغالبية تجار المدينة بحكم أن محيطه من أهل التشعشيع.
بعد مرور عامين ونيف, أصبح يركب آخر موديل من تويوتا-هايلكس, وعنده باصيين للنقل وسيارة صغيرة و 150 رأس من البقر واصبح يدين له بعض التجار, وما كان ينقصه من التعجرف أكمله تعيين أخاه مكلف بمهمة في رئاسة الجمهورية (التحصيين).
العنصر الرابع:
المسؤول عن منافذ نواكشوط والعصماء وهو ناشط في النواة السياسية للتيار السياسي للزعيم, خبير ومخضرم في شؤون النقل بحكم الخبرة التي راكمها منذ السبعينيات في هاذ القطاع, يتم تزويده بما يلزم من طرف العنصر الثاني ويتكفل هو بالباقي كما أن لديه إمتياز أنه يحظي بإقتطاع شرعه له الرئيس وبنسبة 30% من الدخل و الباقي يتم ايداعه في أحد جيوب السلطة ويقوم بهذ العمل بمساعدة إطار مراقب من السلطة يدعي التقي والغريب في الأمر والمنافي للأعراف والقوانين أن الرئيس منح هاذ الإطار نسبة معتبرة من المداخيل هو الآخر بطريقة غير شرعية يتربح منها معه )عطاء من لايملك ولمن لايستحق).
أما بالنسبة للتعامل مع الموردين فإنه لا يخضع لأي ضوابط قانونية:
شراء سيارة مستعملة بواسطة امرأة وهي وسيلة نقله الوحيدة سيارة صغيرة سوداء أريفاج.
ترميم وبناء عدة مرافق في نواكشوط و المحطات الحدودية بعشرات الملايين الأوقية من دون أن تمر علي لجنة الصفقات.
صفقة المطبعة CREA بمبلغ سنوي يناهز مائة مليون أوقية في غياب تام للجنة الصفقات.
أخر صفقة تم منحها هي صفقة بالتراضي بغلاف مالي يناهز 150 مليون أوقية قديمة لبناء محطة للسلطة في مدينة أكجوجت تم تدشينها من طرف الوزير الوصي علي النقل و الذي أبدي الكثير من التحفظ عليها وكذالك الجهات المختصة.
أما في ما يخص العمال تفشي فيهم سياسة التخوين والتجسس والنميمة وطرد جميع الكفاءات من المؤسسة وتعالي سفهائها والرفع من شأنهم, وإقناع البقية بإستحالة التحسين من ظروفهم لأن المؤسسة بالكاد توفر رواتبهم و هم المساكين يصدقون وينتظرون الفرج.
أشير إلي السيد رئيس الجمهورية بانتقاء شخص ذو كفاءة وصدق ونزاهة كرئيس تآزر حتي ينتشل هذه المؤسسة المهمة لأنها مسؤولة عن قطاع حساس وهو شريان حياة اقتصاد البلد ويلامس جميع هموم المواطن.
وأقول قولي هذا وأستغفر الله و أتوب إليه.
بكار ولد نافع
فاعل ومتتبع لقطاع للنقل
