كعادتهم يبدوا الوافدون على هذا الوطن هادئون للوهلة الأولى متقيدين بأخلاق المجتمع "الخجولة"بحكم ضرورة الظروف التي يفرضها"الواقع الضبابي"حين يبصرونه على أنه حقيقة واضحة للعيان لالبس فيها ، ولكن الرؤية سرعان ماتنقلب على واجهتها الأمامية،تلك المرآة العاكسة لحقيقة المجتمع الموريتاني المرة التي تتجسد في المواطنة الأجنبية أومايعرف"المواطنون الأجانب" أو المواطنون من الدرجة الثالثة إن جاز التعبيركدليل قاطع على تصرفاتهم"الهمجية والفوضوية والتعسفية"ليجد المواطن الأجنبي نفسه في فوضى عارمة تحت رعاية"متخلفون أميون ومجرمون سياسيون ومتمالئون منافقون ومثقفون مرتزقون وقياديون خبيثون"يصيبون الخطأ ويخطئون الصواب في أغلب الحالات والكل يطبل ويزمر ويغني على فرسية الوطن الذي يأويه في كل الأوقات .
هذا الوطن الذي يشبه الأم في حنانها وإحتضان أبنائها التي لاتفرق بين عاق وبار فتحتضن الجميع بقساوته بحلوه ومره ولاتبالي بقساوة"الفاجرالعاق"حين يقسوعليها ثم يلجأ لتحميه بغض النظر عن أخطائه التي لاتحصى .
إنه العار الذي سيلاحق المواطنون الموريتانيون بكل أصنافهم وشرائحهم ومكوناتهم العرقية التي كان بالإمكان أن تكون مصدر قوة ضاربة للحكومات وفسادها ومصدر قوة للوطن لو قدر لها أن تنمو في نظام"سياسي وطني"ليس مرتزق كما هو حلنا اليوم الذي نعيشه في ظروف مزرية وفاضحة لمواطنين"غرباء وأجانب"على وطنهم و"وطن يتيم"بلا مواطنين لافرق فيه بين الجميع ويصعب فيه تحديد المواطن والأجنبي نظرا للعوامل التدميرية المشتركة بينهما ولكن الأجنبي في أبسط الحالات يتفوق على المواطن من ناحيتين الأولى رفع العار والثانية نجاحه في مهمته الأساسية التي تتمثل في التدمير واللامبالاة .
إن تصرفات المواطنون الأشبه في وصفهم بالأجانب توحي وتمهد لحقيقة تاريخية قد أرخها بعض المؤرخون ممن تميزوا بموضوعية الكتابات التاريخية والذي يرفضها المجتمع الموريتاني الفاشل جميعا ولايحب الإعتراف بها لأنها تهدد كيانه وهويته وثقافته ألا وهي أن هذا المجتمع"وافد على هذه الأرض ولاتربطه أي علاقة بها"فربما تصدق هذه المقولة بدعم حي ونشط من شهادات الواقع الملموس الذي نعيشه في كل لحظة فلا فرق بين ''طفلها وشابها ، رجلها لسياسها ، قيادها ومثقفها ، عقيلها ومختلها،فالكل يبيع الوطن"بثمن بخس"قد يعجز عن قضاء الحاجيات الأساسية هذا هو الحال الذي تصدق هذه الرؤية فيه وتتضح أكثر حين يحدث خلل أمني ممهدا لزعزعة ذات طابع ثوري على الظلم والفساد والإستبداد وفي هذه الحالة لامجال للأجانب الذين يلبسون ثوب الوطنية ويتسربون كمواطنون أجانب بعد أن كانوا يروجون للوطنية والقومية والإصلاحات الجوهرية ولكنه مجرد إدعاء كاذب من مجموعة حثالى يتسللون كالكلاب المرهقة تاركين الوطن وراءهم لمواطنيه الأصليين الذين شردوهم هؤلاء ونهبوهم ودمروهم،في إعتقادي أن هذه هي الصورة النمطية حين تهب العاصفة فالمواطنون الحقيقيون الوطنيون سيحتمون في وطنهم بينما يتم إجلاء الغرباء لاشك أنه يوم قادم سيحدد من الأجنبي ومن المواطن الوطني بطبعه لايريد ولايسعى إلا لبناء مجد وطنه الذي يفخر به .
لبات ولد الفاظل