بهذه العبارة الشائعة جئت من أجل"محاربة الفساد وإنقاذ البلد"يفتتح"سالب السلطة والمال"محمد ولد عبد العزيز"خطابه الذي في أغلب الأحيان لايرقى للمستوى المطلوب نظرا لفقدان الحبكة)شكلا ومضمونا( لعجزه الفكري واللغوي عن إرتجاله فيلجأ للطريقة التقليدية المكتوبة وتخونه ألفاظه كأنه لم يخلق في بلد قدر له أن يقوده يوما. تسيطرالتعتعة والصمت وتدميج الحروف على الرجل وكأنه"طفل" يرتب أولى حروفه الأبجدية،عادة سيئة للغاية ومستوى من الإنحطاط والرداءة إرتبطت بهذا الرجل وأمثاله من المتعاقبين على هرم السلطة السابقون والوافدون من أجل الإصلاح،هذا الإصلاح الذي يفترض أن يبدأ من الذات من الكيان الشخصي كي يكون مقبولا ومنطقيا يخضع لميزان العقل لذا يفضفض الرجل كثيرا في محاربة الفساد والوعود الكاذبة الذي قدم التاريخ شهادة حية كدليل قاطع على قلة مصداقيتها .
ولأن الإصلاح لايأتي إلا من"المصلحين"نفذت الفرصة على مدعيها "المنصرم" الذي خانه إرثه الفاسد حتى على المستوى الشخصي والأسري فالرجل عجزعن ضبط نفسه وقيادة أسرته التي خلقت له مشاكل جمة بدأت)بالإبن الأكبر ثم به شخصيا(إثرفضيحته الأخلاقية على رأي الطبقة المسحوقة والعامية ثم بالزوجة التي ضبطت بحوزتها ملايين من الدولارات في مطار العاصمة الفرنسية بعد تعثرإيداعها في حساب مصرفي أوروبي نظرا لظروف أمنية معقدة فإضطرت لحملها بسهولة وتمريرها عبر مطار انواكشوط اليتيم،فسيدة المجتمع الموريتاني الأولى فوق القانون الذي تنتهي صلاحيته خارج الحدود الجغرافية لتجد نفسها في واقع مغايرتماما أمام مطار تقني وتفتيش دقيق وقانون فوق الجميع،فلسوء حظها كشف أمرها حين تبين أنها زوجة ذلك الرجل وبحوزتها ملايين الدولارات بالمجان لم ترثها عن آباها لتتوج نفسها وزوجها"المصلح"بفضيحة تضم لآرشيفهم الأسود .
فالغريب أن"الرجل"كان يناقض نفسه وتناقضه أسرته وحكومته عن غير قصد فهو يعترف بوجود الفساد بينما ينكربشدة كبارالمسؤولين وجود أي فساد ويتحدون من يقدم دليلا على وجوده في الحكومة،كان"سالب السلطة"يعلن محاربة الفساد وهوإعتراف رسمي من قمة السلطة بوجود الفساد السابق لعهده كما يزعم .
كان الرجل يشن هجوما في خطاباته الإكلاسيكية على الفساد والمفسدسن،رغم أنه أسوء مفسد عرفته موريتانيا عبر تاريخها بحكم الشهادات والأدلة .
ورغم هذا الإعتراف لم تتم محاسبتة ولا أي من المفسدين الكبا،طوال هذه المدة ؟! بل لماذا لا تصل قضايا الفساد الكبرى إلى المحاكم؟ ولماذا لا يتناولها الإعلام الرسمي المخجل والمخزي؟ ولماذا تتدخل جهات رسمية نافذة لتوقف قضايا الفساد وتجعل لصوص المال العام"يفلتون"من المحاسبة دون أن يعيدوا المبالغ المسروقة؟.
وإذا كان هناك فساد في الماضي والحاضر،ولم تتم محاسبة أحد عليه،فإن هذا دليل لا يقبل الشك،على أن من هم في قمة السلطة،في جميع أجهزة الدولة،إما مشاركون في الفساد،أو أنهم غضوا الطرف عنه،وأي صفة من هذه الصفات الثلاثة، كافية لأن تبعد المسؤول عن وظيفته .
ولماذا شكلت الحكومة،من نفس الوجوه القديمة،في أرفع وأقوى المناصب،وكأن السلطة لعبة مقاعد فاخرة بين نفس الوجوه؟! لماذا لم يتم إبعاد الذين حامت حولهم شبهات الفساد فضلا عن مرتكبيها،إن كانت فعلا هناك رغبة حقيقية،في القضاء على الفساد إبان حكم الدب القاطن سالب السلطة والمال؟
إن خيال الظل،ضالع هو الآخرفي الفساد، ولايستطيع معاقبة المفسدين،لأن فاقد الشيئ لا يعطيه.
لقد كان"سالب السلطة والمال"بالأمس القريب يجهله الجميع كان رجل"حراسة"لايكاد راتبه يغطي مصاريفه،لكنه اليوم أصبح يحسب من الأثرياء بإعتراف منه شخصيا ليشمل الزوجة التي كانت بحاجة لمن ينفظ عنها"غبار النسيان"فلا أحد يعرفها أصبحت اليوم ثرية هي الأخرى لديها هيئة خيرية تمنح ملايين الدولارات على حساب الموريتانيين ولم تقم بأي نشاط خيري له مصداقية حقيقية هي فقط على الواجهة تدارعلى أنها هيئة خيرية ذات شعارات مزيفة يصدقها الغلباء، فساد هو الآخرمن"نوع خاص"لزوجة الرجل"المصلح".
إننا لم نشاهد أي إصلاح حتى إن كان طفيفا بالمقارنة مع الفساد الكبير الذي حصل على مستوى رئاسة الجمهورية والمؤسسة العسكرية وكل القطاعات والمنشآت الحيوية وسيحصل دون حسيب ولارقيب سينهبون كل خيرات البلد ويتقاسمونها مع شركائهم يساندوهم من المنافقين الذين يعيشون على نفاقهم والمرتزقة والمتملقين وتجارالدين ،فموريتانيا لم تتحسن مازالت على عادتها القديمة من السيئ إلى الأسوء لاتزال منهكة سياسيا وإقتصاديا وإجتماعيا بالكاد يحصل أغلب مواطنيها على"قوتهم اليومي"ومادام هذا هو الحال فالإصلاح لم يجد ترجمة من الواقع التعس المعاش .
إن من أكبر مظاهر الفساد وأبشعها هو حماية المجرمين المفسدين عتاة اللصوص ومقاضاة أوإعتقال من يهاجمهم .
وفي الحقيقة لقد عاشت موريتانيا ومازالت تعيش وستعيش كل أشكال الفساد بتقنيات مختلفة وأوجه مختلفة وفكر مختلف مع وجود مجتمع جاهل يتاجرون به بعض المنافقين الذين لايملكون مؤهلات تعليمية وليست لديهم كفاءات علمية ولا مسؤولية مجسدة من خلال أساليبهم المختلفة،فلم يجدوا من سبيل سوى النفاق الذين يعيشون عليه فيمتهنونه كمهنة مدرة للدخل يحسنونها بجودة عالية .
هذا هو واقعنا المخجل نكتبه بواقعية لعل وعسى نساهم ولم بسطور قليلة في نقل معاناة من ليس عونا لهم سواه عبرنقلها للرأي العام .
بقلم/لبات ولد الفاظل