المجتمع و"دعاة الهوى"

أربعاء, 01/29/2020 - 14:53
لبات ولد الفاظل

لاشك أن ظاهرة الدعوة التي يهيؤونها من يطلقون على أنفسهم"الدعاة"أو"دعاة الحق"كما يحبون أن يوصفوا أصبحت تشكل العلامة الرائجة"للتدين الصحيح"على نطاق واسع داخل المجتمع الموريتاني"المسلم بألسنته والفاجر بتصرفاته"،ولاشك أيضا أن النفسية المنبعثة من هذا"السلوك المتعجرف"مهما حاول المجتمع تبرئة نفسه منها والتستر عليها تحت شعار الدين المقدس إلا أنه سيبقى سلوكا"مؤذيا ومخربا"ينتهجه كل منحرف في ذاته،ومروج لمجتمع مؤيد بطبيعته للدعوات التي تتلاءم وتتناسق وتنسجم مع مزاجه تلك التي تأخذ طابقا دينيا لقضية معينة وتدعمها بعيدا عن جوهر الدين الحقيقي المنطوي تحت"الإلتزام"ليكون ظاهر الترويج إلى"الله"وباطنه إلى"شيطان صيد الياسمين"  فيصبح"باطله"يغلب"حقه"،ويفوق"خطؤه صوابه"،وصورة ممتلئة بالأحقاد وسوء النية.

فاليوم لو سألت أصحاب الفهم المعكوس والتدين المنكوس أي الناس أفضل،يقولون الذي "لحيته ضخمه"مع أن عقله قد يكون فارغ والذي"يلبس"كما كان يلبس"الرسول على أفضل الصلوات والسلام"والذي يحفظ "أحاديث وآيات أكثر"والذي عيونه في الأرض وعلى جبينه"سيماه"مع أنه قد يكون"مروج إجرام وفتنة وضلال"،لاخير فيه ولا كثر "الله "من أمثاله إن لم يهديه .

إن الوعي بحقيقة"مايبثه"هؤلاء عبر الشوارع والمساجد والمدارس هو مجرد"أقنعة مزيفة وحجبا يحتجبون بها ومن ورائها"لأغراض نفعية خاصة فمن أهم المفاجآت الكبرى كدليل قاطع على"دعاة الباطل"طبيعة تعاملهم مع محيطهم الخارجي الذي لايمثل مايتم تصويغه في محاضراتهم الدينية بإعتبارها واجهة سليمة يجتمع الكل من أجلها فتناقضهم أخلاقياتهم التي تتعارض مع الدين،يكذبون ولايستغفرون،ينافقون ولايتوبون يفعلون كل ماكانوا يحذرون منه تحت سقف الآية الكريمة"فذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين"يطبقون صيفات "مؤمنهم الخاص"غير الملتزم على شاكلة إيمان الأتراك والإرانيين الميزاجي فيخادعون كل من لايعرفهم حتى النساء في مهورهم التي أوجبها "الله"هذا هو المؤمن الصادق في أيامنا هذه،الرجل الصادق الذي  يخلق عذرا لتفادي العرف ثم يساوم على المهر فيماطل الزوجة المسكينة ثم يتحجج بأنه لايريد مواجهتها بالقليل ويقول لها إنه دين في عنقه لليلة واحدة فتصدق ناقصة"العقل والدين"يعقدها لنفسه دون وجود أحد فيبطل الزواج لفقدانه ركن الإجماع يمضي ليلته فارس زنى معها ثم يرحل باكرا ولاتدري المسكينة عنه أي شيء .

هذه  هي تصرفات دعاة الحق الطاهرين الطيبين سحقا لهم ولمن ينتسب لهذه الفئة الإجرامية التي تحتال بهيئتها المخادعة في لحايا ضخمة وثياب ناصعة بالبياض كدليل على نظافتهم الطاهرة ولكننا قد نكون أطهر منهم وأصدق منهم .

فينطبق عليهم ما قاله الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب، ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخون فيها الأمين،وينطق فيها الرويبضة، قيل : وما الرويبضة؟ قال : الرجل التافه يتكلم في أمر العامة) رواه ابن ماجه وأحمد.

هذا هو واقع دعاتنا أردت أن أكشف عنهم أقنعتهم عن تجربة حية كانت كهواية لفهم ماكان غامضا عن أصحاب الفهم الساذج لعلي أحد من طوفانهم المتسلط على ضعفاء العقول الذين لايخمنون مافي الصدور .

لبات ولد الفاظل

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف