تشير التقارير الواردة من الرياض إلى أن ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان" أبلغ جميع حلفاء السعودية وأصدقاءها أنه لن يسمح لأي طرف بالتدخل فيما يعتبره شؤونها الداخلية.
كانت هناك معلومات متداولة داخل عائلة "آل سعود" الحاكمة حول طلب العديد من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي من ولي العهد تخفيف القيود المفروضة على الأمراء المعتقلين، بما في ذلك الأمير "أحمد بن عبدالعزيز".
واعتبر "ابن سلمان" أن مثل هذا الطلب هو تدخل في الشؤون الداخلية للمملكة، وطلب من صهر الرئيس "ترامب" ومستشاره "جاريد كوشنر" وضع حد لمثل هذه التدخلات سواء من أعضاء الكونجرس أو من أي مسؤول أمريكي.
وقال مساعد مقرب من ولي العهد إنه بالرغم من انشغال السعوديين والأمريكيين بفيروس "كورونا"، واصل المسؤولون الأمريكيون الدعوة لإنهاء اعتقالات الأمراء ومسؤولين سعوديين آخرين.
ولم تنجح السفارة السعودية في واشنطن في وضع حد لهذه الدعوات. في غضون ذلك، تتزايد انتقادات ولي العهد داخل دوائر قريبة من الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"؛ حيث يرون أنه أساء إدارة عدد من الملفات مثل حرب اليمن وحرب أسعار النفط مع روسيا.
ولا يوجد تقييم شامل لعلاقات ولي العهد الحالية مع صناع القرار الأمريكيين. لذلك، من غير المعروف ما إذا كانت هناك بالفعل اختلافات في الملفات الإقليمية والدولية بين ولي العهد وصانعي القرار الأمريكيين أم لا. وتشوه شركات النفط الصخري الأمريكية "بن سلمان" عبر اتهامه بالتآمر مع الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" لخفض أسعار النفط .
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، حذر السيناتور الأمريكي "تيد كروز" مع عدد من أعضاء مجلس الشيوخ السعودية من استمرار حرب أسعار النفط.
وحاليا، تم تجميد اللقاءات المباشرة بين السفيرة السعودية في واشنطن الأميرة "ريما بنت بندر بن سلطان بن عبدالعزيز" وأصدقاء السعودية في الولايات المتحدة؛ بسبب إجراءات الطوارئ المتعلقة بـ"كورونا".
لذلك، لا يمكن الكشف عن تفاصيل ما يجري في واشنطن أو أسماء المسؤولين عن حملات التحريض ضد "ابن سلمان".
ابن سلمان يستغل كورونا لعزل منافسيه في نيوم
وتشير التقارير الواردة من الرياض إلى أن الاستعدادات لإنشاء "منطقة معزولة" في مدينة "نيوم"، على ساحل البحر الأحمر، قد اكتملت تقريبا.
ووفقا للتقارير نفسها، سيتعين على أفراد عائلة "آل سعود" الحاكمة المصابين بالفيروس التاجي "كوفيد-19" الانتقال إلى هذه المنطقة، بناء على طلب ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان ".
وأبلغ ولي العهد كبار أفراد أسرة "آل سعود" أنه أنشأ بالفعل مهبط طائرات هليكوبتر بالإضافة إلى ميناء بحري على ساحل نيوم، حيث تتمركز عدة قوارب عسكرية ومدنية.
ويوجد حديث داخل الديوان الملكي السعودي بأن ما يصل إلى 15 من أفراد الأسرة الحاكمة ثبتت إصابتهم بفيروس كورونا.
وأمر "ابن سلمان" بنقل هؤلاء جويا إلى المنطقة المعزولة في "نيوم"، برفقة فرق طبية من وزارة الصحة السعودية، لإبعادهم عن أسرهم.
وقال عضو من الأسرة من فرع الملك الراحل "فهد بن عبد العزيز" إنه بينما يدعي "ابن سلمان" أنه متعاطف مع أفراد "آل سعود" المصابين بالفيروس، فإنه في الواقع يمنعهم من الاتصال بعائلاتهم، حتى عبر الهاتف.
وأعلن ولي العهد مؤخرا أن على كل من أعضاء أسرة "آل سعود" وعامة السعوديين أن يلتزموا بالقواعد المفروضة وسط الظروف الطارئة الحالية لمحاربة الفيروس التاجي.
وأكد كذلك أن جميع أعضاء" آل سعود" المشتبه في إصابتهم بالفيروس، حتى كبار الأعضاء، سيتم إرسالهم على الفور إلى المنطقة المعزولة في نيوم.
ويعتقد مساعدون مقربون من "ابن سلمان" أن المنطقة المعزولة يمكن أن تكون بمثابة اعتقال داخل المنزل يهدف إلى إبقاء خصومه داخل الأسرة الحاكمة بعيدا تماما عن الرياض.
ويبدو أن "ابن سلمان" يستغل أزمة الفيروس التاجي لتسريع إنشاء هذه المنطقة.
ويأتي ذلك في ضوء المعلومات التي تشير إلى أنه ينوي مواصلة التحقيق واستدعاء أفراد "آل سعود" المشتبه في قيامهم بأنشطة مشبوهة أو إجراء اتصالات مع أعضاء آخرين لاستعدائهم ضده.