
دخَلت البَيت مُتعبة بعد عناء يوم صيفيٍ حار . اخذَت حماما سريعا وجلست تتناول الطعام . قالت امها : سيزورنا اليوم ضيوف يبحثون لابنهم المُغترب عَن عَروس . ازعجها الأمر . لكن والدتها اكملت كلامها وقالت : رجُلٌ مُقتدرٌ ماديا وصاحب مَطبعةٍ كبيرةٍ حتى انني اتصلتُ بخالك وقال : سآتيكُم بأخباره .
وصلَ مساءاً . مع بعض أفراد عائلته . ودون ان يُناقش شروطها وافق فورا ولم يُبد اي رغبة في أن يخسرها ولكنها رفضت . رغم الاغراءات والكلام الذي سمعته من الجميع . حاولوا معها . لكنها لم تأبه وتجاوزت كل شيءٍ ورفضَت ... ثم
كتب الله لها الحياة في عالم اخر مع رجل لم يعرف يوما قيمتها . كان مغرورا مُتعاليا مُصابا بعقدة الأنا بشكل مَرَضي . كانت كالدرَّة او الجوهرة التي وقعَت في يد فحَّام . حول حياتها إلى جَحيم ... سوء أخلاقٍ وطباع ولسانٍ سليط والمصيبة انها في جينات هذه العائلة . حتى ولدَها الوحيد كان يُشبهُ اباهُ في كل شيء ...
حاوَلت ان يكونَ طفلها إنسان . ثم رجُلا سويا لكن الطبع غلبَ التطبُّع ...
اخيرا قررت الالتفات الى نفسها بعد أن تزوج ولدها من شابَّة من اهل البلد . وانحرف بعيدا عنها وعن دينها واخلاقها .
قرَرَت أن تكونَ شيئا آخر . طلقها زوجها واستولى على كل شيء وتركها وحيدة تُعاني . بدأت من الصفر ولكن هذه المرة اصبح القرار قرارها والاختيار اختيارها . كانت البداية مكانا صغيرا للعناية بالأطفال من عوائل المُهاجرين القادمين الجُدد . حتى صار مُؤسسة خَدمية لكل محتاج ...
لا تَحزني اذا تعثرتِ في مُنتصف الطريق فالسعادة الزائفة التي يأتي بها الزواج قد لاتكون البداية . بل قد يكون الحُزن الذي يُرافق الطلاق هو اللبنة الاولى التي تضعي عليها اقدامك وتمضي في طريقك الى القمة .
وزوجك ليس آخر الرجال .
بقلم/ولاء العاني
