
بَعضُ البَشر وُلدَ خَروف . كَبيراً سَمينا مُغَطى بِالصوف . يجري ويلعب ويَأكُلُ العشبَ وَبالحارة يَطوف . حتى دخل المدرسة وتَعلَم الحُروف . قَرَأ دارٌ وَدور وَفَهمَ كَيفَ القَمرَ يَدور . والشمسُ اين تَجري وما يَحصل عندَ الكِسوف . وَكَيفَ يعيشُ الناسُ في الكهوف .
وَبَعدَ أن احتُلَ البلد وتَغَيرَت الظُروف . بَدأ يَلعَب عَلى المَكشوف . تبينَ انهُ ذئبا واحيانا يُصبحُ ابن اوى وتارةً يَحَملَ السُيوف . جَرَّب كلَ الصنوف . صَدَّقَ الغَبي إنَ الخنزير يَغيثُ المَلهوف ويُوحدُ الصُفوف . وان الضِباعَ تَعملُ المَعروف .
واللهِ إنكَ خَروف ...
كَيف اقنعوك إن السَمَك يَتألم وَهُو مَسگوف ؟
من الذي اخبرك إنكَ حُر وبَلدَك مَخطوف . والديمُقراطية تُحنى بِدماء الألوف . أيُعقلُ أنَ الدِيكْ يَبيضُ ذَهباً وَالدَجاجُ يرقصُ على الدُفوف . كيف صدقت ان الأسدُ رحيمٌ رَؤوف وَالبُيوت أكثرُ أمنا بِلا سقوف ...
أيُها الخَروف
سَيُقطَعُ رَأسَكَ فقد خَسرتَ عُمركَ أيُها الفَيلَسوف .
وسَتُذبحُ عَلى غَيرِ المَألوف . فقد وَصلتَ إلى النِهايَة . وَسَتُدفَنُ بِلا كَفَن مَلفوف
وفي قَبر مَعقوف ..
مَحمود الجاف
