في أربعينيات القرن الماضي كان أكثر نساء العراق على الفطرة وأمهاتنا مُتمسكات بالتقاليد والخرافات مع الاعتذار لمُثقفات ذلك الزمان . تزوج والدي ولكنه لم يرزق بأطفال طوال عشرين عاماً ومن تصاريف القدر وبعد هذه المدة الطويلة رزقه الله بطفلة وهي أنا كاتبة هذا المقال .
وكانت الوالدة من فرحتها وخوفها من ان اموت تسمع كلام الناس وتعتقد أني لن اعيش الا من خلال بعض التقاليد ومنها ان قال لها احد الجيران : وهم كثر ان الطفلة لابد أن ترضع مع ولد يهودي لتعيش فما كان منها الا ان تفعل ذلك مع ابن (موشي) وهو اخو القابلة المأذونة (سليمة موشي) وقد رحبوا بالفكرة وصرت اختاً ليهودي (سامحك الله يا امي) ولم تكتفي بذلك ولأنها خافت ان لا ترزق بطفل غيري اعجبتها الفكرة بأن يكون لي أخوة بالرضاعة حتى يكونوا سندي في الشيخوخة .
في ذلك الوقت كانت هذه الثقافة سائدة بين الأهل والجيران فقد كانوا ذات نخوة واذا احبت جاراً وكانت واثقة منهم تزداد اواصر الاخوة والتباهي ففلانة ارضعت فلان وفلان رضع مع فلانة وحتى الآن ورغم كبر سني والمسافات بيني وبينهم الا اننا نتواصل ويسألون عني .
واخوتي في الرضاعة هم كلٌ من :
السيد إبراهيم إسماعيل الشيخ خارج العراق ...
السيد محمد جاسم دبدب خارج العراق
الست بدرهان السراج خارج العراق
السيد قاسم غناوي علي موجود في مدينة بعقوبة
السيد باسم (ابن أخت علي عبد الرسول مهندس الري في الخمسينات وكان يسكن خلف القبة الزرقاء قرب مدرسة النجاة سابقاً )
والست هدى سليم فليح الأمير (والدها عسكري مرموق في العهد الملكي شارك في حرب 48 في فلسطين ووالدتها السيدة خالدة حسين شحاذة
فائزة محمد علي فدعم
