تداعيت الأزمة الاقتصادية على الطبقة العاملة الجزء 10 

أحد, 08/16/2020 - 23:32

ومع ظهور الأزمة الصحية لجائحة كرونا في الصين وإجراءات الحجر الصحي لأزيد من 60 مليون صيني وما حققه ذلك من توقيف شامل للعرض والطلب الدوليين بسبب ذلك، فان الرأسمال المالي العالمي وجد في التجربة الصينية ملجأ فعالا لتحقيق العديد من الأهداف، يمكن تعداد بعضها فيما يلي:

توقيف عملية تسارع الإنتاج بكافة فروعه لبضعة شهور، عبر فرض إجراءات الحجر الصحي داخل كافة الدول تقريبا، الشيء الذي يحقق إيقافا هائلا للعرض الدولي بالموازاة مع الطلب الدولي، والعمل بالتالي على استهلاك كبير لرأس المال الوهمي المتضخم من خلال إتاحة الاستدانة على كافة المستويات.

إتاحة الفرصة لمختلف الشركات، بدعوى الانقاد ومكافحة الأزمة، بإجراء تسريحات هائلة وسط الطبقة العاملة بمختلف مستوياتها، وهو ما يخفف من مستوى كتلة الأجور مقابل حجم رأس المال الثابت المتآكل.

إعادة تثمين السياسات المالية والنقدية بما يتماشى مع التدمير الهائل لرأس المال النقدي وتحضير مصادر تمويل جديدة كرأس مال انتاجي بعد انتهاء الحجر الصحي؛

توحيد جزء هائل من رأس المال الوهمي نحو إعادة انتاج ترسانة الأسلحة غير المنتجة.

ويمكن معاينة تفاصيل هذه الأهداف من خلال برامج مراجعة مختلف ميزانيات الدول ومبالغ الاعتمادات المالية الهائلة المعلنة والمرصودة لدعم الشركات الرأسمالية لتعويضها على فقدان الأرباح، وأيضا من خلال إغماض العين عن التسريحات الكبيرة للطبقة العاملة.

لكن وقع هذه السياسات سيكون كارثيا لا محالة على جدلية قوى الإنتاج وعلاقات الإنتاج مما يزيد من حدة تناقضاتها ويعمق من درجة تعفن النظام الرأسمالي ككل.

 

ويمكن استخلاص عدد من بؤر التعفن الذي تؤدي إليه هذه السياسات من خلال ما يلي:

مأزق المضاربة المالية وفتح المجال من جديد لتضخم رأس المال الوهمي:

منذ أزمة 2008، عرفت ظاهرة المضاربة في الأسواق المالية ارتفاعا مهولا، وفي سنة 2019 أعلنت مؤشرات البورصات الأمريكية عن تحقيقها لأكبر نسب من الأرباح، نتيجة لهذه المضاربات، والتي لم تسجل منذ عدة سنوات، كما عرفت مؤشرات البورصات الأوربية نفس الارتفاع، فالشركات الفرنسية مثلا حققت من وراء المضاربات المالية في البورصات أزيد من 60 مليار أورو، وهو أعلى مبلغ تحقق للمساهمين منذ أزمة 2008.

 

 كما ضخت عائدات المضاربة المالية سيولة هائلة في صناديق الاستثمار كما هو الشأن بالنسبة لصندوق الاستثمار الأمريكي المعروف ببلاك روك وأيضا في صناديق مضارباتية أخرى.

 

 في سنة 2019 وزعت هذه الصناديق المضارباتية على زبائنها ثلاث أضعاف من الأرباح مقارنة مع سنة 2018.

 

 وقد حقق صندوق الاستثمار بلاك روك لوحده من خلال المضاربة 5 مليار دولار.

 

 ومعلوم أن المضاربة المالية تعني إنتاج أرباح نقدية خارج العملية الإنتاجية الحقيقية وفقا لقانون القيمة العمل، وهو ما يضاعف من حجم رأس المال الوهمي مقابل رأس المال الناجم عن الإنتاج الحقيقي ... يتبع

بقلم: عمر دغوغي الإدريسي مدير مكتب صنعاء نيوز بالمملكة المغربية

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف