مراسل : مولاي إسماعيل الطليعة
رسالة إلى من يهمه الأمر
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
أما بعد
من ارض حمير ارض الأولياء والصلاح ، ارض قيلت عنها تعد بكل حجر صالح ، تعيش على واقع مرير ولا احد يحرك ساكنا ، ارض عرفت بخيارتها وبركاتها ، هذه ارض عرفت بأجود الحبوب في المغرب ، لدرجة عندنا مثل قديم يقال " إلا صيفت احمر أو الرحامنة صيف المغرب كامل" ترى هل هذا المثل الشعبي قيل سفها أو حمقا أم قيل لدلالة وأبعاد لا يدركها إلا أهل الذوق والإشارة.
بالأمس القريب كانت المدينة تطالب بما يحق لها أن تطالب به ، تساير النمو والازدهار تطالب أن تكون وكأنها مدينة لها حظ من التمدن ، تحارب الهشاشة والتهميش والفقر وتترقى من الانحطاط إلى الازدهار ، كنا بالأمس القريب نطمح أن نرى المدينة التي تيمن بها مولانا السلطان محمد الخامس طيب الله ثراه وسماها على اسم أبيه أن تكون من المدن الرائدة في مجالها ، بل لقبت فيما قبل بباريس الثانية ، لكن انقلبت الموازين بل نقتات من ذاك الفتات المرمري على هاته المدينة ، لم ولن أحدثكم عن هاته المدينة وتاريخها الحديث المعاصر المليئة بالرقي والسمو والرفعة ، وحتى في مجالها العلمي في القرون العابرة كانت محجا لأبناء الوزراء والسلاطين ، أما الآن فصار أهلها لا يطلبون سوى ماء عذب يشربونه لكي يروي ظمئهم ليس إلا ، صارت تنادي كل يوم أيها الرعاة ، انظروا في أمرنا وفي حال أبنائنا فقد أصابهم ما أصابهم عار عليكم ، لماذا غيرتم لنا منبع الماء ، بل الأمس كنا نشرب من مياه عذبة ، والآن نشرب من مياه الصرف الصحي ، السؤال المطروح ما الذي تريدون أن تصلوا إليه وما الذي تريدون من أهل هذه المدينة المنكوبة ، أو ليس أهلها يتمتعون بروح المواطنة والاعتناء بالتدابير المحلية ، إلا تدرون أن مدينتنا ظلت صامدة أمام هذا الوباء من ظهوره إلى يوم العيد الأضحى ، وهي آخر قلعة من القلاع الحصون المنيعة والتي سقطت أما جبروت هذا الوباء.
ما سأقوله في هاته الرسالة ، هو قوله تعالى ، ( كتبنا على بني إسرائيل إن من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ) سورة المائدة ، كونوا من الدين يحيون الأوطان لا من بمتونها ، وفقكم الله لما فيه الصلاح والفلاح ، والسلام م عليكم ورحمة الله وبركاته