المصطفى ولد الإمام الشافعي....رجل سياسة بحجم دولي (بورتريه)

خميس, 10/29/2020 - 07:46

يعتبر رجل الأعمال محمد المصطفى ولد الشافعي، أحد أبرز رجال الأعمال الموريتانيين الذين حملوا هم تطوير البلاد و المحافظة عليها والرقي بها في المحافل الإقليمية والدولية، كما تركت مساهماته السياسية في تاريخ موريتانيا الحديث أثرا طيبا في قلوب الموريتانيين.

ظل ولد الإمام الشافعي محافظا رغم تعرضه للمضايقات على علاقات ممتازة مع أغلبية الطيف السياسي المحلي. واستغل علاقاته الدولية الحسنة في خدمة الوطن على أكمل وجه، وفي جميع الأصعدة، كما يؤثر عن رجل الأعمال والسياسي المخضرم ولد الإمام الشافعي جنوحه لأعمال الخير وتقديم المصلحة العامة لبلاده مهما كلفه ذلك من ثمن على مصلحته الشخصية.

ورغم حملة الاستهداف التي تعرض لها وإصدار مذكرة توقيف ظالمة في حقه إلا أنه ضحى في سبيل وطنه وهو ما أكد عليه في أكثر من مرة موجها رسائل إلى الرأي العام لموريتاني بضرورة التضحية من أجل العدالة ومن أجل أن لا يظلم منا أحد، وطننا الغالي يحتاجنا جميعا ، ويسعنا جميعا يستحق و يستطيع أن يكون بحال أفضل

و سواء اتفقنا أو اختلفنا مع ولد الإمام الشافعي، فإنه يظلّ وبلا شك رجـلاً من طينة السياسيين الكبار جـسارةً وحنـكة وذكـاءً، فالرجـلٌ الذي حرم من العودة لبلاده لسنوات عديدة استطاع الجمع ما بين المتناقضات، فهو الخبير الأمني النـافذ بلا جيش، وهو الدبلوماسي المحنّك بلا وزارة، وهو رجل الأعمال الناجح، وهو المعارض وهو الحاضر وهو المنفيّ.

 حفر ولد الإمام الشافعي اسمه في قلوب جميع الموريتانيين بمختلف أطيافهم وأعراقهم، وتجلى ذلك في طريقة استقباله التي جاءت معبرة عن تعلق الموريتانيين برجل وفي حقق بجهدهم وحرصهم طموح المجتمع وسعادة أفراده.

يوصف المصطفى ولد الإمام الشافعي رجل أسرار إفريقيا، ومستشار الزعماء الأفارقة، رجل أعمال ودبلوماسي نافذ، صديق الرؤساء والمعارضين، ولد في النيجر من أب وأم موريتانيين، وأصبح ينظر إليه على أنه الأمهر في كواليس خلافات الأفارقة وأسرار حروبهم، وطرق المصالحة بينهم، لقبه بعضهم أيضا بـ(رجل القارة المثير المدهش).

يتقن المستشار الإفريقي لعدد من الرؤساء الأفارقة بعض العديد من اللهجات السائدة في إفريقيا، كما أنه صديق مقرب لعدد من القادة السياسيين لحوالي خمس عشرة دولة إفريقية، بما فيها بلده الأصلي موريتانيا.

.

عرف ولد الإمام الشافعي أوروبيا بأنه منقذ أرواح الرهائن الأوروبيين، بعد نجاحه عدة مرات في إطلاق العديد من الرهائن الأوربيين المحتجزين لدى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، من خلال نفوذه الكبيرة في القارة وعلاقته الوطيدة بالتنظيمات الجهادية في إفريقيا.

يشتهر رجل إفريقيا بعشقه للفن التشكيلي، ويقول عن نفسه في مقابلة صحفية سابقة إنه يحرص على زيارة معارضه في كل الدول التي يزورها، واقتناء بعض اللوحات الجميلة التي تنال إعجابه، كما أنه يحتفظ في بيته بلوحات تخلد مشاهد من كل الدول الإفريقية تقريبا.

وقد قررت أسرة رجل الأعمال والسياسي البارز المصطفى الإمام الشافعي توزيع 60 رأسا من الإبل، أهديت لهم بمناسبة عودت رجل الأعمال لأرض الوطن، وتم توزيعها على المرضى ( خاصة مرضى السرطان) والمحتاجين ونزلاء المستشفيات والسجون والفقراء بالتنسيق مع بعض الجمعيات الخيرية المحلية.

وعشية عودته إلى الوطن أعلن السياسي البارز المصطفى ولد الإمام الشافعي نيته مؤكدا أنه يعود للوطن حرا مرفوع الرأس بعد أكثر من عقد من الإبعاد، مجددا "العهد والمسير من أجل النضال لتحقيق القيم التي جمعتنا دائما".

وقال ولد الإمام الشافعي في بيان صادر عنه إن اللغة ليست "دائما مطواعة للتعبيرعن المشاعر في كل اللحظات؛ فهناك لحظات تضيق اللغة فيها عن ذلك.. إحداها بالنسبة لي لحظة العودة لثرى الوطن حرا مرفوع الرأس بعد أكثر من عقد من الإبعاد، والاضطهاد، الوشايات، ومحاولات الاختطاف، مؤامرات التشويه والتلفيق".

وخاطب ولد الإمام الشافعي الموريتانيين قائلا: "أنا سأكون بينكم بإذن الله في حضن الوطن الذي حرمت منه في لحظات صعبة رحل فيها أعز الناس علي ولم أتمكن من الحضور لتوديعه، وهذا ما أعطانا إحساسا إضافيا بضرورة أن نضحي جميعا من أجل العدالة، ومن أجل أن لا يظلم منا أحد، وطننا الغالي يحتاجنا جميعا، ويسعنا جميعا، يستحق ويستطيع أن يكون بحال أفضل".

وأضاف "أنا هنا اليوم، لأقول لكم بعد شكر كل واحد منكم، كل واحدة منكن، أنا معكم لنجدد العهد والمسير من أجل النضال لتحقيق القيم التي جمعتنا دائما؛ قيم العدل والحرية والديمقراطية، والمساواة ، وإنهاء ممارسات الاستبداد، والفساد، والاستعباد والغبن والعنصرية".

وقال ولد الإمام الشافعي متحدثا عن عودته "هذه فرصة لحمد الله أولا وأخيرا، ثم لشكر شعبنا العظيم الذي وقف معي ومع القيم التي عانيت بسببها في اللحظات الحرجة؛ شكرا لرئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني الذي أخذ على عاتقه رفع الظلم الذي وقع علي - وعلى غيري - من النظام السابق، شكرا لقوى المعارضة الديمقراطية التي جمعنا معها مسار نضالي مشرف، للقوى الشبابية والشخصيات الوطنية، للمثقفين، والحقوقيين والإعلاميين، للشباب والنساء لكل القوى الوطنية الحية".

نقلا عن جريدة العرب الأسبوعية العدد رقم(43)

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف