لقد طغت قضية في الآونة الأخيرة في العالم، موضوع إعادة نشر الرسوم المسيئة للرسول محمد (ص)، وما تبع ذلك من أحداث أسفرت عن مقتل مقتل المدرس الفرنسي (صامويل باتي)على يد لاجئ شيشاني، ثم إمتدت إلى العاصمة النمساوية فيينا.
وشهدت عدة دول إسلامية وعربية احتجاجات ضد ما قامت به صحيفة "شارلي إيبدو" الفرنسية، كما أقدمت بلدان عدة على مقاطعة البضائع الفرنسية، ولم مواقف الاستنكار والرفض للخطوة الفرنسية مقتصرة على العالم الإسلامي فقط بل شملت بلدان واسعة.
كل هذه الأحداث ومنظمة مجاهدي خلق الإيرانية الشيعية التي ترفع شعار "َفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجاهِدِينَ عَلَى الْقاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً" كعنوان لحركتها، التزمت الصمت وكأن شيئاً لم يكن، فالمنظمة الإيرانية التي اعتادت إصدار بيانات على أي قضية تصب في صالحها حتى عندما ينشق أحد أعضائها، التزمت الصمت حيال هذه القضية التي هزت مشاعر المسلمين والأحرار في أرجاء العالم.
وتقول منظمة مجاهدي خلق في موقعها للحديث عن تاريخها "لقد هزت تفاسير المجاهدين لبعض السور القرآنية ومذکراتهم للدفاع عن الاسلام خاصة کتاب «الامام الحسين» أرکان الحوزة في مدينة قم بشدة وکان المشتاقون يجازفون بحياتهم من أجل الحصول علی نسخة من الكتاب سراً. فتدفق مئات الطلاب الحوزويين ورجال الدين التقدميون نحو المجاهدين واما التحقوا بصفوفهم أو قدموا دعمهم الکبير لهم وأعلنوا مراراً أنهم قد تلقّوا من خلال معرفة المجاهدين فهمًا وإدراكاً جديداً من الإسلام".
ولا أدري هل المقصود بالفهم والإدراك الجديد للإسلام بحسب منظمة مجاهدي خلق هو التراجع عن الشعارات التي ترفعها وفي مقدمتها الدفاع عن الإسلام ورسول الله الأعظم (ص)، أم أن صمتها وسكوتها هو تأييد لهذه الرسوم المسيئة، ولهذا السكوت دلالات وربما لا يفسح المجال لمناقشتها من الناحية الفكرية والعقدية.
ألم تسمع قيادة منظمة مجاهدي خلق الإيرانية ما قاله رئيس الوزراء الكندي جستن ترودو في المؤتمر الصحفي عندما سئل عن الرسوم المسيئة للرسول محمد: "حرية التعبير ليست بلا حدود".
إن صمت مجاهدي خلق الإيرانية يظهر ويؤكد ضعفها أمام الدول الغربية التي تقدم لها الدعم مثل فرنسا، وتؤكد أن هذه المنظمة إن أطماعها وعلاقاتها السياسية مع الأطراف الغربية أهم من الإسلام والمقدسات.