في موقف أظهر خوفه من المحاكمة في الولايات المتحدة بعد خسارة دونالد ترامب منصب الرئاسة، وبعد أن صمت لفترة طويلة، بادر ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لإعلان رفضه لاتهامات الضابط السابق في المخابرات السعودية سعد الجبري بشأن محاولة اغتياله من قبل فريق تابع لابن سلمان.
ورفض ابن سلمان، ما اعتبرها مزاعم إرساله فريق اغتيال لقتل سعد الجبري في كندا، التي لجأ إليها قبل ثلاث سنوات، قائلا إنه محصن من الملاحقة القضائية، وذلك وفق ما أورد موقع “بيزنس إنسايدر”.
وكان قاضي المحكمة الاتحادية في واشنطن، تيموثي كيلي، أمهل ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، حتى 7 ديسمبر، للرد على الدعوى التي قدمها ضده مواطنه مسؤول الاستخبارات السابق، سعد الجبري.
الجبري تقدم في وقت سابق بشكوى قضائية أمام محكمة أمريكية، في السادس من أغسطس الماضي، زعم فيها أن فريقا من العملاء السعوديين، يعرفون باسم “فرقة النمر”، حاولوا تصفيته في تورنتو، بأمر من ولي العهد، في 15 أكتوبر 2018.
وقبل أسبوعين من هذا التاريخ، نفذ عناصر فرقة الاغتيال، الواردة أسماؤهم في ملف الجبري، عملية قتل الصحفي جمال خاشقجي في إسطنبول، حسبما ذكر ذات الموقع، حيث كانت أجهزة المخابرات الأميركية خلصت إلى أن ولي العهد أمر على الأرجح بقتل خاشقجي.
وفي أكتوبر الماضي، أرسلت المحكمة الأميركية مذكرة استدعاء لمحمد بن سلمان عبر تطبيق واتساب للتراسل فيما يتعلق بقضية الجبري، وانتشرت صور المحادثات، حيث أنه وخلال الرد على مذكرة الاستدعاء، الاثنين الماضي، انتقد محامي محمد بن سلمان إرسال مذكرة الاستدعاء عن طريق واتساب، قائلين إن ذلك ينتهك القانون السعودي لأن الرياض ليست طرفاً في أي معاهدات دولية تسمح بالقيام بمثل هذه الإجراءات عبر البريد أو واتساب، وفق قولهم.
وأظهرت وثائق جديدة نشرتها وسائل إعلام أميركية أن محكمة اتحادية في واشنطن أرسلت طلب استدعاء لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عبر تطبيق واتساب، وذلك في الدعوى القضائية التي رفعها ضده المسؤول السابق في الاستخبارات السعودية سعد الجبري.
ونفى مايكل كيلوغ، محامي محمد بن سلمان، ما قال إنها مزاعم من ضابط المخابرات السابق، قائلا إن ” بن سلمان محصن من الملاحقة القضائية الأميركية باعتباره ولي عهد دولة”، موضحاً أن حصانته لا تستند على أنه ابن الملك فقط .
وقال كيلوغ في الرد على مذكرة الاستدعاء، المكون من 69 صفحة: “حصانة المسؤولين الأجانب من الدعاوى القضائية في الولايات المتحدة يحكمها مبدأ القانون العام للحصانة السيادية الأجنبية”، واصفاً اتهامات سعد الجبري بأنها غارقة في الدراما، قائلا إنها شبهت ولي العهد بريتشارد الثالث “أحد أشرار روايات الكاتب وليام شكسبير”.
وقدم الفريق القانوني لولي العهد السعودي وثائق، تقول إن المسؤول السابق في وزارة الداخلية مطلوب لدى السلطات في تحقيق يتعلق بسوء إنفاق أو سرقة 11 مليار دولار، من أصل 19 مليار دولار كانوا مخصصين لمكافحة الإرهاب عقب وقوع هجمات 11 سبتمبر 2001.
وفي المقابل، ينفي الجبري هذه الادعاءات، واصفا إياها بالوهمية، ورغم أنه يعيش في كندا وهو مواطن سعودي يحمل جنسية مالطا أيضا، فقد قدم الدعوى في الولايات المتحدة، مشيراً إلى قيمته بالنسبة للحكومة الأميركية منذ أن كان يعمل على مشاريع مكافحة الإرهاب مع إدارة الرئيس جورج دبليو بوش.