صدرت حديثاً (01 كانون الثاني - 2021) في العراق عن دار الفرات للثقافة والإعلام بالاشتراك مع دار سما للنّشر والتّوزيع، رواية (أنا النّقطة) للأديبة والنّاقدة د. أسماء غريب. وقد جاءت الرّواية بطباعة أنيقة ازدان غلافُها بلوحة من إنجاز الرّوائيّة نفسها.
وتقول أسماء غريب عن إصدارها الجديد هذا، إنّه امتداد لروايتها السّابقة (السيّدة كُركُم)، وهو ليسَ بسيرة ذاتية، وإنّما سيرة مستقبليّة لفكر إنسانيّ من وجهة نظر عرفانيّة، تطرّقتْ فيها إلى تغيّرات الحياة البشريّة عبر سلسلة من الرّموز الصّوفيّة، أهمّها النّقطة، وقد حرصتْ فيها على أن تُلبسها رداءَ المدينة التي رأتْ فيها النّور لتُوَلّدَ من خلالها معاني جديدة عن التطوّر الرّوحي المرتبط بثيمة الكواكب والنّجوم دون أن تُهمل استخدام العنصر التّاريخيّ بشكل زاوجتْ فيه بين المعلومة والرّمز.
كما حرصتِ الرّوائيّة أيضاً على ألّا تكون في هذا النّتاج لفظيّة بأيّ شكل من الأشكال، وهذا ما يبرّرُ كيف أنّ إصدارها لمْ يتجاوز المئة صفحة، وذلك لأنّها تعلم جيّداً كما ورد في مقدّمتها، أنّ اللّفظَ لغة، واللّغة تفكير، والتّفكير قيْد وصاحبه مثقل بالأنا، وكيف لمن عالمُها النّقطة أن تكونَ ذات لغة وقيد! فانظر في الرّواية ستجدِ الحانة، وتجد الخمرة وتجد السّاقي والكأس والقارورة، لكنّك لن تجدَ أبداً الشّاربَ، وبهذا تريد أن تقول إنّكَ لن تجدَها على الإطلاق فيها بالضّبط كما حدث في رواية (السيّدة كُركم) وإن بدا للقارئِ العكس، فهي تُشاهد في صمتٍ ولا تتحدّثُ، وإنّما تدع الآخرين يتكلّمون عن الماضي ليتحقّق لهُم التخلّص من أصفاده والدّخول إلى الحاضر والاطّلاع على نقاطه وأرقامه والتحرّر من اللّغة التي بها تُبنى المؤسّسات والحضارات والأديان والمجتمعات. فقط بتجاوز هذه الأبعاد يمكن للإنسان أن ينسفَ أناه، ليبقى المركزُ وحدهُ، أو لتبقى النّقطة ولا شيء معها، مصداقاً لقول الحقّ: "كلّ من عليها فانٍ ويبقى وجه ربّك ذو الجلال والإكرام".
وتجدرُ الإشارة إلى أنّ أسماء غريب قد بلغت في إصداراتها لليوم 42 كتاباً في العديد من مجالات الإبداع الفكريّ بين رواية ونقد وترجمة وشعر وحوار. ومن ضمن حديث إصداراتها في الشّعر لدى دار الفرات نذكر لها ديوانيْ (إكسير القيقب الأحمر) و(فيتامين سي)، وفي مجال النّقد (أمشي فوق خطّ عمودي) و(شجرة التّين والأفعى).