شعرية النثر!
)هامش على نقاش الخريطة الشعرية والنثرية لوطننا الغالي(
بدءا، أستسمح من الأساتذة والطلاب المشتغلين بالأدب، في هذا الاعتداء الصارخ على قلاعهم المحصنة، والسطو على هذا العنوان من قاموس حدائقهم الغناء، من دون أن أتمتع بالأهلية لذلك.
طبعا، لا أدعي القدرة على" خرق سنن الكلام العادي" ولا الشجاعة على" انتهاك" نواميسه!
وعليه فلا إخالكم تنتظرون مني شعرية في هذه التدوينة المتواضعة.
فقط، الجدل الدائر بشأن الأدب (شعرا ونثرا) في بلادي الحبيبة، حثني على هذه المغامرة الخطيرة.
ذلك أن الزوايا المعتمة التي دخل فيها هذا النقاش والأزقة الوعرة التي سلك، أرى فيها وضع العراقيل أمام البحث العلمي وأخطر من ذلك؛ تشجيع الاعتداء على قيم الجمهورية، وهما أمران بالغا الخطورة، ما كانا ليقعا، لو استخدمنا فضاءات مضيئة أرحب وسرنا في دروب سالكة أوسع!
1ـ نعم، أعتقد أنه عندما يتلقى دكتور باحث، نقدا بحجم ما تلقى الدكتور حماه الله السالم، هذه الأيام بسبب رأيه حول توزيع "النثر والشعر" على الخريطة الوطنية وكثافة كل منهما حسب المناطق، عندئذ سيكون من الصعب على الباحثين الآخرين تناول قضايا أخرى، لاتزال طي الكتمان، أشد حساسية و"الأعظام فيها أكثر "!
2 ـ كذلك، كشف هذا الجدل عن تشبث «زائد" بالجهة والمنطقة على حسب الوطن(من خلال الردود والردود المضادة)، وهو أمر ينافي قيم الجمهورية التي ينبغي أن نعمل سويا على تطبيقها وغرس محبتها في النشء(أغلب رواد هذا الفضاء منهم) وتشجيعهم على التمسك بها وتنمية الولاء للوطن عندهم أكثر من الجهة وكل الأطر الضيقة الأخرى، وهو أمر بعيد مما تابعنا هذه الأيام.
ختاما، بالنسبة لي، في مثل هذه الظروف، ألتزم بالدفاع عن مكانة جهة ما في الشعر والنثر عندما يقلل مواطن أجنبي من تلك المكانة، كما سأقوم بالرفع من شأن جهة أخرى في النثروالشعر، عندما يحاول أجنبي آخر التقليل من ذلك الشأن.
أما مواطن موريتاني مثلي، فلن أحول بينه وبين الشعر والنثر الوطنيين، كما لن أتدخل في طريقة توزيعه لهما على مواطنيه وبين ربوع وطنه، حتى ولو لم يكن متخصصا.
حفظ الله بلادنا وبلاد المسلمين من كل مكروه وزادها رفعة وأمنا ونماء
الديماني ولد محمد يحي