نثمن عاليا نجاح الجهود الدولية التي بذلت خلال المرحلة السابقة والتي قادتها جمهورية مصر العربية لوقف عدوان الاحتلال الهمجي على قطاع غزة حيث تعرض ابناء الشعب الفلسطيني لعمليات قتل وترويع وإبادة جماعية طيلة الأيام الأحد عشر من عمر الحرب المروعة التي أبيد خلالها أكثر من عشرين عائلة بأكملها وتم شطب اسماءهم من السجل المدني واستشهد عشرات الأطفال والنساء والشيوخ وأصيب المئات بجراح بفعل الدمار الهائل الذي لحق بالمنشآت والمباني والعمارات والأبراج السكنية وهدمت عشرات البيوت على رؤوس ساكنيها وجرى تدمير جميع مكونات الحياة في قطاع غزة المثقل بالأزمات بفعل الحصار الظالم المفروض عليه منذ أكثر من خمسة عشر عاما .
كل التحية والتقدير لإخوة الكفاح والنضال ولرفاق المعركة المشرفة التي خاضتها المقاومة الفلسطينية والذين وقفوا بالمرصاد لجيش الاحتلال وكل التحية والتقدير إلى أبطال الضفة الذين خرجوا في مسيرات التحدي بصدورهم العارية في الاشتباك مع قوات الاحتلال وعصابات المستوطنين والتحية البطولية إلى أهلنا الصامدين المرابطين في القدس والشيخ جراح وهم يذودون عن الكرامة الوطنية لعاصمة دولة فلسطين ولمقدساتنا الإسلامية والمسيحية ولحضارتنا الوطنية ولهؤلاء الرجال الابطال إلى أهلنا في الـ48 نقول لهم أنتم دوماً جزء لا يتجزأ من همنا الوطني نتطلع دوما إلى بناء الصيغة النضالية المثلى معكم لتوحيد نضالنا الواحد للشعب الواحد أبناء الوطن الواحد وأصحاب القضية الواحدة أما أهلنا في مناطق اللجوء والشتات والمهاجر والاغتراب نحي وقوفهم إلى جانب أهلهم في أنحاء الوطن وتمسكهم بحقهم في العودة وحرصهم على أن يحتلوا دوما موقعهم النضالي مهما تعقدت الظروف وساءت أحوالهم المعيشية .
ولا يسعنا الا وان نقدر عاليا جهود جميع الدول التي استجابت للدعوة التي وجهتها القيادة الفلسطينية خلال الأيام الأولى للعدوان لعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي لوقف العدوان وعقد اجتماع للجمعية العامة للأمم المتحدة بعد فشل مجلس الأمن في استصدار قرار بوقف العدوان، حيث اكد مندوبي الدول الشقيقة والصديقة التي عبرت عن رفضها لجرائم الحرب التي ارتكبتها حكومة الاحتلال بحق المدنيين وأكد الجميع اهمية الحل السياسي للقضية الفلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية .
ولا بد من القيادة الفلسطينية تشكل لجان قانونية تعمل على رصد وتسجيل الجرائم الإسرائيلية ورفعها للمحكمة الجنائية الدولية لمقاضاة حكومة الاحتلال مع اهمية تنسيق تلك المواقف مع المكلة الاردنية الهاشمية وقيادته الهاشمية صاحبة الوصاية التاريخية على المقدسات الإسلامية والمسيحية ممثلة بالملك عبد الله الثاني بن الحسين والتي تدافع وباستمرار عن الحقوق الفلسطينية وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس .
وفي ظل ذلك لا بد من اعادة تفعيل ملف محاكمة قادة الاحتلال واتخاذ الاجراءات الضرورية وتنسيق المواقف على المستوي العربي وإيجاد استراتجية سياسية فلسطينية للعمل فورا لرفع تلك الجرائم التي تأخذ صفة جرائم الحرب وإعمال الترويع التي ارتكبت بحق الأطفال والنساء إلى المحكمة الجنائية الدولية التي سبق وفتحت تحقيقا في الجرائم الإسرائيلية التي ارتكبت ضد سكان قطاع غزة .
لا بد من دعم الجهود لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية بعد ان دفع الشعب الفلسطيني اغلي فاتورة من دماءه بصموده وإصراره على نيل حقوقه وكان عنوانا للتضحية والوفاء ونتمنى وحدة الموقف الفلسطيني وإتمام التهدئة ورفع الظلم عن الشعب الفلسطيني والعمل على وقف الاستيطان والتهجير الإجباري غي الشيخ جراح والقدس .
بقلم : سري القدوة
سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية