تسعى التشريعات الإلهية، التي جاءت في الكتب السماوية، كان هدفها فائدة اﻻنسان، ومساعدته على أداء دوره، في خلافة الخالق، على أكمل وجه، اﻻ أن أغلب البشر، دائما ما كانوا، يستخدمون التشريعات السماوية، عكس هدفها، اما جهلا أو لمصلحة الشخصية.
يقال إن الهدف، من خلق الباري لغريزة حب التملك، لدى الإنسان حتى تكون، دافعا للعمل، ومحاربة الكسل.. إﻻ أن جشع الإنسان؛ جعل منها دافعا للصراع، الذي تسبب، في بؤس قسم كبير، من بني البشر، وأي إنسان يظن، أن ما يمتلكه، في هذه الدنيا سوف يكون ملكه، إلى الأبد لكنه ﻻ يفهم أن ما يملكه ليس ملكه؛ وانما حيازة مؤقته لفترة، من الزمن، ﻻنك تمتلكه خلال فترة حياتك فقط، وسوف ينتقل، الى حائز اخر؛ بعد الموت.
الشئ، الذي تملكه فعليا، ودائما هو ما يكون الغرض منه، منفعة اأخرين،
كأن يحوز اﻻنسان دار خلال حياته، فتعرف بإسمه، في مجتمعه، خلال طوال مدة حيازته لها، مجرد ان يتغير الحائز، ﻻ تذكر بإسمه، لكن إن جعل الدار، التي في حوزته، مؤسسة لمساعدة المحتاجين، من أفراد المجتمع، فانه سوف يذكر دائماً، كل ما تقوم المؤسسة بمساعدة أحد المحتاجين، بغض النظر، عمن يتولى إدارتها.
يقدم لنا عظيم، من عظماء الإسلام، هو الإمام علي إبن أبي طالب عليه و آلة أفضل الصلوات، خير مثال على ذلك، من خلال الأراضي التي إستصلحها، وجعلها وقف للفقراء، عاش هذا التملك طوال هذه الفترة وتذكر بإسمه، على عكس الطغاة الذين حكموا الدنيا، وامتلكوا كل خيرات البلاد، لكن كأنهم لم يكونوا،
يوسف السعدي