ما يصدر عن الفضائيات هذه الفترة هو إعلام موجه بامتياز، ويحمل تعتيم إخباري بشكل واضح ولا لبس فيه، وخصوصاً بعد انزلاق الصاروخ السوري على مفاعل ديمونا دون تحقيق هدفه أو الوصول إليه، -طبعاً لأنه انزلق- هذه رواية الكيان الغاصب وهذا ما تبنته قنوات الفتنة من اجل التقليل من حجم الضربة.
هذه الأخبار الصادرة لا تقنع من هو في الصف الأول الابتدائي، فالعرب باتوا هذه الفترة أكثر وعياً؛ والأمي في هذا الزمان، من لا يملك جهاز نقال (خلوي-جوال) متطور ويجيد استعمال وسائل التواصل الاجتماعي بكامل تفاصيلها وخياراتها، لا اعلم كيف استطاعوا أن يعلنوا أن هناك صاروخ انزلق لمسافة فاقت ال 250 كيلو متراً، وسار بشكل عشوائي دون التعرض له من قبل ما يعتقد بأنها أعتا قوى في الشرق الأوسط، ومصدرة أسلحة وخصوصاً القبة الحديدية (البلاستيكية) التي تسقط أي صاروخ معادي على الدولة التي تستعمل مثل هذه القبة.
هذا في حالة الانزلاق هناك فشل، فكيف في حال تم إطلاق صاروخ بشكل متعمد ومقصود وعلى هدف محدد، كم هو أمر مضحك أن تتناول قنوات الفتنة مثل هذه الأخبار، التي تستخف بعقولنا كمثقفين أو سياسيين أو محللين، العرب أذكى من كل هذه المهاترات التي يبثوها في الفضائيات.
فعند انزلاق الصاروخ عن مساره (هههه- انزلاق غضروفي) كان الإعلان بان الصاروخ قد تفجر في السماء وسقط قِطعاً، وهذه أيضاً رواية أيضاً غير مقنعة، فمقاطع الفيديو التي انتشرت تبين حجم انفجار الصاروخ على الأرض وسمع على مسافة عشرات الكيلومترات من موقع الضربة.
المستمع أو المتتبع للأخبار مهما كانت جنسيته غربي أو عربي أو غيره .... لا تقللوا من شأنه فهو يعلم ويدرك مدى صدق هذه القناة أو تلك، فقنوات الفتنة تريد التقليل من حجم دول بعينها وتكبير دول على حساب دول أخرى.
إستراتيجية الكيان الغاصب هو إنه هو صاحب الحق في الرد على أي عدوان، لكن في هذا القصف الأخير بالصاروخ المنزلق لا يمكن له الرد أبداً، لان مجرد التفكير في الرد يعني انزلاق عشرات الصواريخ عليها في اليوم، ولا يمكن له أن يتصدى لها فلذلك سينتظر هذا العدو الهالك ليجد طريقة أخرى لكي يستطيع أن يحمي منشآته وقواعده العسكرية في حال تعرضت للقصف مرة أخرى، بصواريخ بعيدة المدى أو الدقيقة، كما هدد بها محور المقاومة في الفترات السابقة.
باعتقادي بان الأيام أو الأشهر القادمة، سيكون لها تأثير كبير على القضية الفلسطينية، وربما يتم لجم غطرسة العدو الإسرائيلي وإضعافه، بعد الرسالة القوية التي تلقاها من سوريا بهذا الصاروخ الطائش، ربما اختلفت الإستراتيجية هذه الفترة فأصبح لكل دولة حسابات وقواعد لعبة جديدة على كل الأصعدة.
بقلم : محمد فؤاد زيد الكيلاني