يتشكل العلم من مجموع النظُم المعرفية التي تُعنى بمجال علمي أو فني أو أدبي أو بحثي معيّن، بحيث تتم دراسة الظواهر المادية بعد ملاحظتها واستقرائها، ضمن منهج موضوعي وتجربة عملية وبحثية محقَّقة، سعياً لاستخلاص المعرفة العلمية المؤكدة، للتوصل لعدد من النظريات والحقائق والقوانين التي من شأنها أن تكون أساس لعلوم معرفية أخرى، بحيث يستند لها العالِم في أبحاثه وتجاربه ونظرياته، بصفته المختص والباحث في مجال علمي محدد.
إنّ الفضول المعرفي هو ما يدفع العلماء لإجراء أبحاثهم وتجاربهم ودراساتهم، أملاً في اكتشاف طبيعة الأشياء والقوانين التي تحكم مسارها والعلاقات فيما بينها، فالتساؤل لا ينتهي، ومعه الرغبة في الوصول لحقائق الأمور المجهولة، كل ذلك يزيد من مسؤولية العلماء نحو مجتمعاتهم، ويحثهم نحو مزيد من التجارب والاكتشافات، دون تخطي الحدود الأخلاقية، أو الأعراف والمواثيق والمعاهدات والقوانين الدولية والمحلية، لأنّ بعض الاكتشافات العلمية قد تتسبب بأضرار وخسائر وحروب مدمرة، وبعضها الآخر يكون علاجاً نافعاً، وفسحة أمل لإنهاء صراع أو وباء أو كارثة طبيعية.
يتحلى العلماء بعدد من الصفات التي تؤهلهم لمواصلة منجزاتهم العلمية وتحقيق نجاحات عالمية، فالسعي خلف الحقائق والنظريات والدراسات المتنوعة يتطلب الصبر والمثابرة، بالإضافة للشجاعة التي تمنح العالم القدرة على البدء بتجارب جديدة، واتخاذ قرارات حاسمة، فالعالم يدفعه فضوله المعرفي نحو كل تلك الإنجازات، والوصول لحقيقة علمية تُميّز اكتشافه عن كل من سبقه، لذلك نجد معظم العلماء يهتمون بأدق التفاصيل ويجمعون كل البيانات والدراسات النافعة لهم، لفرزها وتحليلها والاستفادة منها، أمّا المسؤولية الأخلاقية تجاه المجتمع فهي من أهم وأبرز الصفات التي على العالم أن يتحلى بها في كل شؤون حياته، ومعها تفعل الإبداع الغير محدود والنقد البنّاء والمبادرة، مع القدرة على التواصل وحل المشكلات بطرق مبتكرة.
يصعب حصر أصناف العلماء والأنماط العلمية، وذلك لتعدد مجالات العلوم وتداخلها فيما بينها، فهناك علوم إنسانية وعلوم تطبيقية تنطوي تحتها مئات التخصصات والفروع العلمية التي يمكن أن يتخصص العالِم بكل جزئية منها، كمجالات علوم الفضاء، والعلوم المخبرية، ومجالات العلوم السياسية والإدارية والطبية والفنية، كلها مجالات عامة تضم عدداً لا نهائي من التخصصات الفرعية التي تتطلب علماء قادرين على استكشاف ودراسة وتحليل واستنتاج حلول علمية جديدة ومبتكرة.
بقلم: عمر دغوغي الإدريسي مدير مكتب صنعاء نيوز بالمملكة المغربية.