يقصد بولاية الفقيه في المصطلح الفقهي عند الشيعة، هو نيابة الفقيه ـ الجامع لشروط التقليد و المرجعية الدينية عن الامام المهدي في ما للإمام ( عليه السلام وآله أفضل الصلوات ) من الصلاحيات و الاختيارات المفوضة اليه، من قِبَله عز و جل عبر نبيه المصطفى (عليه وأله أفضل الصلوات) في إدارة شؤون الأمة و القيام بمهام الحكومة الاسلامية.
قطعا في ظل حكومة ولاية الفقيه, يجب ان تعدل، كل القوانين والانظمة الموجودة في البلد، بما فيها الدستور لمنح الصلاحيات للولي، في التدخل بشكل مباشر في الأمور التي تتعلق بمصلحة تلك الدولة الاسلامية القائمة, كما هو حاصل في الجمهورية الإسلامية الايرانية, بعد سقوط نظام الشاه.
عند تعديل الدستور, وجعل القوانين متناسقة مع نظام ولاية الفقيه, حينها تكون الصورة واضحة ويجب على الجميع ان يتعامل مع ما موجود على ارض الواقع..
لكن ما يحدث في العراق, أن الدستور يتحدث عن نظام مدني, يحافظ على الثوابت الاسلامية.. شعب فيه تعدد الاديان والقوميات والمذاهب, بل حتى في المذهب الواحد يوجد عدة فروع واختلاف في النظرة لقبول مبدأ ولاية الفقيه, لا يمكن ان يخضع الى ولاية الفقيه
بل ان ما حصل من فشل خلال الفترة الماضية, بعض من الناس حمله لمرجعية النجف!.. ان لم يكن في القول, في التصرفات أو بالتلميحات, بالرغم من عدم تدخل مرجعية النجف في الشأن السياسي, وكان دورها غالبا إرشاديا فقط.
مع ذلك لو كان هناك ولي فقيه جامع للشرائط يتصدى, سيقبل به العراقيين على الاقل كثير ممن يمثل الشيعة
لكن مع ما يحصل على ارض الواقع, فان العراق يخضع لولاية فقيه على المكون الشيعي تحديدا, دون ان يكون هناك ولي فقيه, انما مجموعة اشخاص امتلكوا القوة(سواء قوة شعبية, او قوة السلاح) يتحكمون بالدولة العراقية, دون ان يمتلكوا خلفية دينية تؤهلهم لتطبيق الحكم الاسلامي في العراق( فقيه جامع للشرائط) او الحنكة أو الرؤيا السياسية لإدارة البلد.
نجد الولي العراقي يخرج فيقول يجب على الوزير الفلاني ان يستقيل, ويجب على ذاك المحافظ الا يبقى في منصبه, والا .. في حين نجد ولي آخر يجتاح بغداد ويستبيحها خلال ساعات لأنه يريد أن يوصل رسالة الى الحكومة, او ان لديه شخصا معتقلا يريد إخراجه بالقوة.
اغلب الشعب العراقي يستهجن ذلك, ويتحول الى شعب مثالي, عند تعرض العراق الى اي حدث مفجع مثل حريق المستشفى في الناصرية, ينتقد الجميع, ويصرح بحرقة يجب ان نتخلص من الفاسدين و العصابات المنفلتة
لكن ما ان تأتي الانتخابات, حتى تجد كثير منهم يصوت لقوى السلاح والابتزاز, بالرغم من وجود قوى الاعتدال التي بح صوتها, وهي تقول ان العراق يجب ان يحكم بقوة القانون لا قوة السلاح.
ما ان تتمكن قوى الفقيه ( العنتري) حتى يعود الشعب يلطم خديه اربع سنوات اخرى, والطريفة أنه عندما يلطم الشعب, لا يقول ان ما نحن فيه بسبب قوى اللادولة التي انا مكنتها( لأنه يعرف ان فعل ذلك يكون مصيره الموت) فيلجأ الى اتهام الجميع, وغالبا يحمل من لا يملكون السلاح والمعتدلين مسؤولية كل الفشل.
باختصار إن أردنا الخلاص يجب ان نمكن القوى المعتدلة, ونتخلص من ولاية من يدعي "الولي الفقيه".. فهي ستكون ( ولاية القوة والبطش والموت)
خالد الناهي