بعد ما تعرضت له العملية السياسية, من تشويه أدى للفساد والفشل, وعدم اكتراث أغلب الساسة, بما جرى ويجري, فإن المرجعية العليا, ارتأت أن تتوجه للشعب, محذرة له من الوسائل المستهلكة للفاسدين, محفزة المواطنين العراقيين, لاعتماد آليات التغيير, وانتخاب من تنطبق عليه, صفات النزاهة والكفاءة والصدق.
" فيستغلوا هذه الفرصة المهمة, لإحداث تغيير حقيقي في إدارة الدولة, وإبعاد الأيادي الفاسدة وغير الكفوءة, عن مفاصلها الرئيسة، وهو أمر ممكن إن تكاتف الواعون, وشاركوا في التصويت, بصورة فاعلة وأحسنوا الاختيار، وبخلاف ذلك فسوف تتكرر, إخفاقات المجالس النيابية السابقة, والحكومات المنبثقة عنها، ولات حين مندم." من وصايا المرجعية العليا.
كلمتان ترددت في الانتخابات لمرتين, الأولى 27/تموز/ 2018, والثانية هذا العام 29/9/ 2021" ولات حين مندم"فما هو سبب تكرارهما؟ على ما نعتقد جازمين, أنَّ المرجعية العليا, بتكرارها العبارة, تعبر عن امتعاضها, لاختيار الشعب نفس الوجوه, التي وصفتها سابقاً بالكالحة, فهل استوعب المواطن العراقي تلك الرسالة؟ أم أنَّه سيبقى كما السياسيين, لترفع المرجعية صوتها وتقول"بُحت أصواتنا؟"
بالرغم مما قامت به, المفوضية العليا للانتخابات, من تعليمات للمرشحين, ووضعت قيودا توفر النزاهة, بعدم استخدام المال العام, وشراء البطاقات الانتخابية, وتوزيع مواد ونصب محولات, وغيرها من الأساليب, البعيدة عن واجبات مجلس النواب, وبالرغم من إعلان, سحب ترشيح بعضهم, من قبل المفوضية, إلا أنَّ هناك من هو مسنود, أو غير آبه بما أُقِر.
قال أحد الحُكماء" الأحمق يغضب من الحق, والعاقل يغضب من الباطل" قلا تكونَنَّ ممن تجعل المرجعية العليا غاضبة, فتقول بحث أصواتنا من الكل, فيكون الخسران العظيم.
سلام محمد العبودي