دائما ما يكون الابن الاكبر, هو الابن المتغطرس في الاسرة, ويأخذ ما يريده سواء كان برضا الاسرة والوالدين او دون رضاهم.
اما الابن الاصغر, فهو الابن المدلل الذي يعطيه الاهل ما يريد دون اعتراض, وتسخر كامل الاسرة فقط لرضاه, والحصول على ابتسامته.
وبين الكبير والصغير, توجد تلك الشخصية المطيعة للجميع, تنفيذ أوامرهم, وتحمل تعبهم, ويجني الملامة على اي خلل يحدث في المنزل
وإذا ما حدث إنجاز ما, أو في حال أراد رب الاسرة الاجتماع والحديث مع الاسرة, غالبا يقول انكم جميعا اولادي, ولا افرق بينكم في شيء, واني راض عنكم.
لكن إن حدث خلل ما في واجب معين كلف به الابن الأوسط, فإن الأب وكل الاسرة يضعون اللوم على الابن الاوسط, اما في حال تذمر الابن الاوسط من عمل ما, أو اشتكى مما يراه ظلم بحقه, قالوا له الا تخجل تتذمر من والديك؟
الم تقرا القران( لا تقل لهما افا)
كنا نعتقد ان مظلومية الابن الاوسط فقط في الاسرة, لكن على ما يبدو كنا مخطئين فهي موجودة في كل ميادين الحياة, وعلى سبيل المثال السياسة
ها نحن نجد ان عمار الحكيم, كان مطيعا للمرجعية, ومتى ما اعطت توجيهات نفذه على الفور, باعتبارها تتمتع الأبوية بالنسبة له, فأطاعه عندما طلبت تقليص الرئاسات الثلاث في الوقت الذي عصت فيه الكتلة الاكبر، تنفيذ توجيهها
واطاعها مرة أخرى عندما طلبت ترشيح وزراء تكنوقراط, فاستقال من يمثله في وزارة النفط والنقل, بالرغم من كون هذا السبب جعله يخسر جمهوره, بل وقادته في المجلس الاسلامي الاعلى, اما الاخرين سرعان ما قالوا ان السيد السيستاني, ليس مرجعنا ونحن نستأنس برأيه فقط, وليس لزاما علينا طاعته،
بالرغم من كل هذه الطاعة التي ليس فيها منة من الابن على الأب, يأتي الأب عند كل استحقاق, ليقول انا اقف بنفس المسافة من الجميع, فيقع عقاب الشعب على جمهور السيد الحكيم, الذي يمثل جمهوره مقلدي مرجعية السيد السيستاني, اما جماهير الكتل الشيعية الاخرى, فأنها لا تقف على مسافة واحدة, تتوجه للصناديق لتصوت الى مرشحيها دون التوقف للسؤال عن المرشح, إذا ما كان نزية ام لا, المهم انه يمثل مرشح قائمتهم
فيكون الخاسر في ذلك هو الابن الأوسط المطيع لمرجعه في كل وقت وزمان, حتى وان ادى ذلك الى هزيمته.
خالد الناهي