ولد الغزواني:الوقت قد حان لتطهير الموروث الثقافي من رواسب الظلم الشنيع

جمعة, 12/10/2021 - 14:21

قال الرئيس الموريتاني السيد محمد ولد الشيخ الغزواني أن الوقت قد حان لتطهير الموروث الثقافي من رواسب  الظلم الشنيع والتخلص نهائيا من تلك الاحكام المسابقة والصور النمطية التي تناقض الحقيقة وتصادم قواعد الشرع والقانون وتضعف اللحمة الاجتماعية والوحدة الوطنية وتعيش تطور العقليات وفق ما تقتضيه مفاهيم الدولة و القانون والمواطنة بحسب تعبيره

وأكد ولد الغزواني الذي كان يتحدث خلال  خطاب له خلال افتتاح فعاليات النسخة العاشرة من مهرجان مدائن التراث التي تحتضنها مدينة وادان هذه السنة أن المدينة بحكم إشعاعها الثقافي التاريخي وعمرانها الفريد ومكتباتها الزاخرة بالمخطوات النفيسة  تشكل كنزا تراثيا نادر النظير.

 

واليكم في مايلي تص خطاب رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني

سم الله الرحمن الرحيم

 وصلى الله على نبيه الكريم

 ‏ السيد رئيس الجمعية الوطنية

 ‏ السيد زعيم مؤسسة المعارضة الديمقراطية

 ‏ السادة والسيدات الوزراء

 ‏السيد الوالي

 ‏ السادة رؤساء المجالس الجهوية والنواب والعمد

 ‏ السادة و السيدات أعضاء السلك الدبلوماسي

 ‏ السادة رؤساء لاحزاب السياسية

 ‏ السادة و السيدات ضيوف مدائن التراث

 ‏ السادة و السيدات المدعوون

 ‏أيها الجمع الكريم

 ‏ ‏اود بداية ان اتوجه اليكم سكان مدينة وادان باجزل عبارات الشكر على حفاوة الاستقبال. وكرم الضيافة الوادانية الاصيلة كما اتقدم بوافر الترحيب الى كل ضيوفنا شاكرا لهم. تجشم عناء السفر لمشاركتنا الاحتفاء بمدائن تراثنا الثقافي العريق.

 ‏  أيها السادة و السيدات

  ‏  ‏ تشكل مدينة وادان بحكم إشعاعها الثقافي التاريخي وعمرانها الفريد ومكتباتها الزاخرة بالمخطوطات النفيسة كنزا تراثيا نادر النظير.

  ‏  ‏لقد استطاعت هذه المدينة على مدى حقب متتالية ان تكون مركزا اقتصاديا نشطا وجسرا واصلا شمال افريقيا بجنوب الصحراء الكبرى ومصدر إشعاع حضاري واسع الانتشار بفضل عبقرية علماءها وعلو همهم وغزارة علمهم وكذلك بفضل القدرات الإبداعية الفائقة لأبنائها القائمين على مختلف الخدمات من صناعة تقليدية وتنمية حيوانية او زراعية وتشييد عمراني وغير ذلك.

  ‏

  ‏فهذه الفئات هي التي مكنت من قهر الظروف الطبيعية القاسية، ولولا جهودها الاسطورية ما تشكلت المدينة أصلا وما استطاعت البقاء والصمود في وجه عاديات الزمن لنرتقي بها اليوم تراثيا نفيسا .

  ‏  ‏وإن مما يحز في نفسي كثيرا ما تعرضت له هذه الفئات في مجتمعنا تاريخيا من ظلم ونظرة سلبية مع انها في ميزان القياس السليم ينبغي أن تكون على رأس الهرم الاجتماعي فهي في طليعة بناة الحضارة والعمران وهي عماد المدنية والابتكار والانتاج .

  ‏ ولقد آن الاوان أن نطهر موروثنا الثقافي من رواسب ذلك الظلم الشنيع وان نتخلص نهائيا من .تلك الاحكام المسبقة والصور النمطية التي تناقض الحقيقة وتصادم قواعد الشرع والقانون وتضعف. اللحمة الاجتماعية والوحدة الوطنية وتعيق تطور العقليات وفق ما تقتضيه مفاهيم الدولة و القانون والمواطنة.

 ‏ ‏وإنني من هذا المنبر لادعو كافة المواطنين الى تجاوز رواسب هذا الظلم في موروثنا الثقافي وإلى تطهير الخطاب و المسلكيات من تلك الاحكام المسبقة والصور النمطية الزائفة كما ادعوهم جميعاً الى الوقوف في وجه النفس القبلي المتصاعد هذه الايام والمنافي لمنطق الدولة الحديثة ولما يقتضيه الحرص على الوحدة الوطنية وكذلك لمصلحة الافراد انفسهم . فليس ثمة ماهو اقدر على حماية الفرد وصون كرامته وحقوقه من وحدة وطنية راسخة في كنف دولة قانون حديثة.

 ‏ ‏وأود بالمناسبة تشديد التاكيد على أن الدولة ستظل حامية للوحدة الوطنية والكرامة وحرية ومساواة جميع المواطنين بقوة القانون و أيا تكن التكلفة .كما انها لن ترتب حقا أو واجبا على أي انتماء إلا الانتماء الوطني.

 ‏ ‏ أيها السادة والسيدات

 ‏ ‏يهدف هذا المهرجان الى الاحتفاء بتراثنا وترقية مدائنه ودعمها بالمشاريع التنموية تثبيتا للساكنة في مواطنها وتحفيزا للصناعات الثقافية والتراثية. وقد كنت التزمت في مدينة شنقيط وكذلك في مدينة وادان بالعمل على ألا يتحول. هذا المهرجان إلى هدف في حد ذاته ينتهي أثره بانتهاء فعالياته.

 ‏ ‏وعملا بمقتضى هذا الالتزام أجرت الحكومة مراجعة شاملة لاساليب واهداف المهرجان وخصصت .تحضيرا للنسخة الحالية منه أكثر من ثلاثة مليارات أوقية قديمة لتمويل مشاريع تنموية متنوعة. تساهم في تحسين النفاذ إلى الخدمات الاساسية من ماء وكهرباء وتعليم و في فك العزلة ودعم التنمية الزراعية والحيوانية وغير ذلك مما يساهم في ترقية .المدينة ومحيطها ويؤسس لتنمية محلية منسجمة مع خصوصياتها التراثية.

 ‏ ‏وإنني اذ أجدد الشكر للساكنة والضيوف لاعلن على بركة الله افتتاح الدورة العاشرة .لمهرجان مدائن التراث متمنيا للجميع التوفيق والنجاح.

 ‏ ‏ أشكركم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بقية الصور: 
Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف