ذات ليلة والجوع يأكل أحشائي
والمطر أحاطني من كل الجهات
حدثتني أمي قائلة : فرعون طغى في البلاد
دعى إلى الرذيلة وسبى وقتل العباد
وإدعى ألإلوهية وإتبع ألهوى
وحارب ألحق بالتجبر والتهديد والوعيد
وإستكبر هو وجنوده وظنوا إنهم باقون وحاشيته إلى ألأزل
ثم قالت : أيها الراعي
إن علوت واستكبرت فالله اكبر
إن جمعت المال واكتنزت الذهب
فالله اغنى وأجّل
إن ظلمت فاعلم ان من اسماء الله هي العدل
أيها الراعي
هل صمتت اذانك عن سماعي
وانين جوعي وارتجاف جسدي
ام عميت ابصارك عن رؤية حالي
والثلوج من حولي وسوء احوالي
والسيول تطوف في خيمتي وانت لاتبالي
الجوع ياكل جسدي
والحرمان ينهش طفولتي
هل اصبحت اصما ابكما لاتنطق بالحق
فالرذيلة صمت الاذان
ام امتلكت الارض الخضراء
ونسيت القبر والصحراء
هل سياتي الطوفان وتشرخ العيون
أم ندعو الاله ليمطر الارض بحجارة من سجيل
أم سياتي الزمان بريح يوسف
وترفع العتمة أم إن موعدهم الصبح اليس الصبح بقريب
فقد بلغ ألألم أجله
فيا أيها الرعاة انتم أشر خلق الله
فلا محالة من سطوة العذاب
وليحل الصباح وينجلي ليل الطغاة
هناء الالوسي
