حفتر يعود إلى قيادة الجيش الليبي رغم إفشال الانتخابات الرئاسية

جمعة, 02/04/2022 - 19:07

ها هو الجنرال المتقاعد خليفة حفتر يعود لقيادة الجيش الليبي بعدما أفشل الإنتخابات الرئاسية الليبية، من خلال ترشحه فيها، وسط غضب ورفض شعبي ترافق مع ترشحه.

حيث ذكر مصدر عسكري، أمس الخميس، أن خليفة حفتر عاد لتنفيذ مهام القائد العام للجيش الوطني الليبي بعد اعتكافه عن هذا المنصب من أجل الترشح للانتخابات الرئاسية الليبية.

وسبق أن كلف حفتر الناظوري قائداً مؤقتاً لفترة تنتهي عند الانتخابات العامة، التي كانت مقررة في 24 ديسمبر من العام الماضي، حسب الخطة التي ترعاها الأمم المتحدة، وتم إرجاؤها الى أجل غير مسمى.

يُشار الى أن حفتر فقد الكثير من شعبيته في معقله في المدة الأخيرة، خاصة عقب فشله في حربه ضد قوات حكومة الوفاق الوطني السابقة التي طالت لأكثر من عام. وتناقصت هذه الشعبية كثيراً وسط العشائر التي شكلت رقماً مهماً في شرعيته على رأس المنطقة بسبب فقدان العديد من أبنائها في حرب اعتبرتها مجانية.

وفي هذا السياق، قال أستاذ العلاقات الدولية في الجامعات الليبية خالد المنتصر لوكالة الأنباء الفرنسية: صحيح أنه (حفتر) فرض نفسه في المعادلة السياسية، لكنه يظل شخصية جدلية مرفوضة من طيف كبير من غرب وجنوب البلاد، وبالتالي لا يمكن ضمان قبول عملية انتخابية تصل به إلى السلطة.

ومن هنا ينطلق المحللون في إستنتاجهم بأن حفتر كان سبباً مفصلياً في فشل الإنتخابات التي كانت أمل الليبيين الأخير في إستقرار البلاد، ووقوع ليبيا مرة أخرى في أزمة سياسية عميقة يُمكن أن تؤدي الى حرب أهلية دموية جديدة بين شرق البلاد وغربها وفصائلها المتناحرة فيما بينها.

حيث يواجه حفتر عدة دعاوى قضائية بحقه، متهماً بقتل ميليشياته لـ 238 مدنياً و44 طفلاً خلال عام في العاصمة طرابلس، وذلك بحسب تقارير إعلامية ومنظمات حقوقية. كما أنه مطلوب للمحكمة الجنائية الدولية، التي قامت بإرسال فريق للتحقيق بجرائم ميليشياته في ترهونة وجنوبي العاصمة.

وخلال هجومه الأخير على العاصمة طرابلس، قامت ميليشياته بتهجير سكان المدن، بإجبار 57 ألف أسرة على النزوح، بواقع 342 ألف شخص، بينهم ما لا يقل عن 90 ألف طفل نازح، فضلاً عن جرائم اختطاف مدنيين وتعذيبهم، وجرائم قصف أحياء مدنية واستهداف طواقم طبية وقتل أسرى، وغيرها.

ناهيك عن فساد حفتر وأبنائه المالي، وإختلاسهم لأموال الشعب الليبي، وفق ما أثبتته وثائق تم نشرها على الإعلام الليبي. تُظهر مدى إستخفاف هذا الشخص وأقربائه بعقول الليبيين وحقهم الشرعي في موارد بلادهم الغنية.

إن نجاح الانتخابات الليبية مربوط بإقصاء حفتر وغيره من المرشحين الذين تشوبهم شبهات وتدور حولهم قضايا فساد وجرائم ينأى لها الجبين.

ويعول المراقبون للوضع الليبي على نجاح عملية الحوار بين الأطراف المتصارعة، بدعم أممي صادق، لإعادة تفعيل العملية الإنتخابية وضمان حق الليبيين في تقرير مصيرهم بعيداً عن المواجهة العسكرية وإراقة الدماء.

منطقة المرفقات

Share

أخبار موريتانيا

أنباء دولية

ثقافة وفن

منوعات وطرائف