آلام الرأس، الدورة الشهرية، البطن، الحُمَّى... الحلّ السحري بتناول حبّتين من "الباراسيتامول" الذي يعتبر مسكّن الآلام الشهير.
ولكن مع تفشي متحور كورونا "أوميكرون"، زادت نسبة تناول هذا المسكن، الأمر الذي أدى إلى إجراء الدراسات حول فعاليته ومخاطره وهنا كانت المفاجأة.
خلصت دراسة أجراها باحثون في جامعة إدنبرة في اسكتلندا إلى أن تناول الباراسيتامول لفترة طويلة يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والجلطة الدماغية.
وحذر هؤلاء من أن الاستخدام طويل الأمد للحبوب التي لا تستلزم وصفة طبية، يمكن أن ينذر بأخبار سيئة لمن يعانون من ارتفاع ضغط الدم.
فتناول حبتين من الـ"باراسيتامول" يوميًّا، يزيد خطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية بنسبة 20 بالمئة لمن يعانون من ارتفاع الضغط.
إلا أن هذه النتائج لا تلغي فعالية المسكن الشهير في علاج الصداع والحمى. فالدراسة لا تتعلق بالاستخدام قصير المدى للباراسيتامول للصداع أو الحمى، وهو أمر جيد، بل تشير إلى تداعيات تناوله بانتظام على المدى الطويل.
وشملت الدراسة 110 أشخاص يعانون لفترة طويلة من ارتفاع مستوى ضغط الدم. وقُسّم المشتركون إلى مجموعتين: المجموعة الأولى كانت على مدى أسبوعين تتناول الباراسيتامول والمجموعة الثانية دواء وهميا.
واتضح أن مستوى ضغط الدم ارتفع بين أفراد المجموعة الأولى. لكن ضغط الدم كان سريعا أيضا في التراجع، بمجرد توقف شخص ما عن تناول الحبوب.
وقالت مؤسسة القلب البريطانية التي مولت الدراسة إن على الأطباء والمرضى إعادة التفكير بانتظام فيما إذا كانت هناك حاجة إلى أي دواء، حتى لو كان شيئا "غير ضار نسبيًا مثل الباراسيتامول" مع الإشارة إلى أن الأسماء التجارية للباراسيتامول تشمل Disprol وHedex وMedinol وPanadol.
وكان الخبراء في وقت سابق نصحوا بقراءة نشرة تعليمات أي دواء نتناوله، إذ تختلف الجرعات من نوع إلى آخر في بعض الأحيان.
وفي ما يخص المسكن الشهير فعادة ما تكون الجرعة هي قرص أو قرصين 500 ملغ.
أمّا بالنسبة إلى ارتباط تناول المسكن بوجبات الطعام، فطمأن العلماء إلى إمكانية تناوله مع الطعام أو من دونه.
وينص موقع هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية (NHS) على ما يلي: "يمكنك تناول الباراسيتامول بأمان (ولكن ليس الإيبوبروفين) على معدة فارغة".