أظهرت دراسة لباحثين من جامعة بوردو الفرنسية أن المضادات المُستخدمة بشكل واسع لتخفيف الغثيان والقيء الناجمين عن الصداع النصفي أو العلاج الكيميائي، ترتبط بزيادة مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية.
وبحسب نتائج الدراسة، فإن الأدوية الثلاثة، التي تمت دراستها هي: (دومبيريدون وميتوبيمازين وميتوكلوبراميد)، وكانت مرتبطة بمخاطر أعلى في الإصابة بالسكتة الدماغية، خاصة في الأيام الأولى من الاستخدام.
وبين الباحثون في الدراسة، التي شارك فيها المعهد الوطني الفرنسي لأبحاث الصحة والطب، ونشرت في ”المجلة الطبية البريطانية“، أن التأثير المحتمل للأدوية المضادة للقيء على تدفق الدم إلى الدماغ يمكن أن يفسر الخطر المتزايد.
وتعمل العقاقير المضادة للقيء نفس عمل مضادات الذهان، التي ارتبطت بزيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، حيثُ إنها مضادة للفيتامينات وتعمل عن طريق منع نشاط ”الدوبامين“ في الدماغ، لكن من غير المعروف ما إذا كان هذا الخطر يمكن أن يمتد إلى مضادات الأفيونامين الأخرى، بما في ذلك العقاقير المضادة للقيء.
وشملت الدراسة بيانات 2612 مريضًا من قاعدة بيانات النظام الصحي الفرنسي، أصيبوا بـ“سكتة دماغية“ بين عامي 2012 و2016، وتلقوا أدوية لتخفيف الغثيان والقيء قبل 70 يومًا من إصابتهم.
وطابقت الدراسة بيانات مرضى السكتة الدماغية حسب العمر والجنس وعوامل الخطر للإصابة بالسكتة الدماغية، مع مجموعة أخرى قوامها 21859 شخصًا، تلقوا أيضًا أدوية الغثيان والقيء في نفس الفترة الزمنية.
ووجد الباحثون بعد حساب العوامل المؤثرة المحتملة، أن مستخدمي أدوية الغثيان والقيء الجدد قد يكون لديهم خطر متزايد للإصابة بسكتة دماغية بمقدار 3 أضعاف، بعد وقت قصير من بدء العلاج.
وأظهرت تحليلات أخرى تشمل تصنيفات العمر والجنس، أن الرجال كانوا أعلى في معدل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بمقدار (3.59 مرة).
ورغم أن الباحثين أشاروا إلى بعض القيود المتأصلة في دراسات قواعد البيانات، مثل نقص المعلومات حول الجرعة اليومية أو مدة تناول الأدوية والأنواع الفرعية للسكتة الدماغية، إلا أنهم ذكروا أن النتائج تظهر أن خطر الإصابة بالسكتة الدماغية يبدو مرتبطا باستخدام أدوية الغثيان والقيء.