أصبح الإعلام اليوم بكلّ أشكاله وأنواعه من ضروريَّات الحياة، ولا يخلو بيتٌ أو مجتمعٌ من وسائل إعلامٍ معيًّنة، وللإعلام وظائفٌ متعدّدةٌ،سياسيّةٌ، واقتصاديّةٌ، وتربويَّةٌ، فالتربية من خلال الإعلام أحد انماط التربية، والتي تقوم على الخطاب الجماعيّ، وتركز على تعزيز بعض القيم الإيجابيّة وتقويتها، وكذلك التعديل في القيم السلبيّة أوتغييرها، وللتربية من خلال الاعلام وسائلٌ ومنطلقاتٌ، ويترتب عليها نتائج ايضاً.
يقصد بالتربية الإعلاميّة إعداد الإعلاميين لأداء العملية التربويّة، أو المساهمة فيها بكلّ أبعادها، سواءً كانت قيماً وثوابتاً مكتوبةً، أو متعارفاً عليها، ولا بدَّ في هذا المجال من تكامل الأدوار بين الإعلاميين والتربويين لتحقيق هذه الغاية، ولا سيَّما أنّنا في زمن كثرت فيه المشاكل الناتجة عن الانحراف الذي تعدّدت مبرراته، ومسوغاته، فالإعلام المتوازن، والهادف والمسؤول يجب أن يأخذ دوره الإيجابيّ في إحداث التربية المنشودة، تعزيزاً وترسيخاً، وتغييراً، وتعديلاً.
للتربية الاعلامية اسس ومنها:
ترسيخ هوية الأمّة وتأصيلها، وذلك عبر برامج هادفةٍ في هذا السياق تركز على الهويّة الأصيلة للأمّة تربط بين ماضيها، وواقعها ومستقبلها المنشود.
المحافظة على قيم المجتمع الأصيلة، وعاداته الإيجابيّة، فهناك قيمٌ أصيلةٌ في المجتمع توارثها النَّاس وتناقلوها، فهذه القيم يجب حفظها وعدم التفريط فيها، وللإعلام دورٌ عظيمٌ في ذلك.
تعزيز مفهوم رسالة الأمّة، ودورها الحضاريّ بين الأمم والشعوب.
تكامل الدور بين الإعلاميين والتربويين، وذلك بوجود التوافق والنظرة الإيجابيَّة بينهم، بما يحقق ترسيخ القيم التربويّة، واستفادة الأفراد والمجتمع من ذلك.
قيام الإعلام بدوره المسؤول والأمين والداعم، نحو مؤسّسات التربية المختلفة في المجتمع.
تحقّق عنصر التواصل الايجابيّ بين عناصر ومقوّمات العمل العلاميّ، وهي: المرسل، والرسالة، والمستقبل، وخلوّها من تناقضاتٍ تفقدها قيمتها وجوهرها.
نقل الإعلام لتجاربَ ناجحةٍ في التربية ظهرت نتائجها الإيجابيّة، وذاع صيتها، بهدف الاستفادة بما هو صحيحٌ وإيجابيّ منها.
دعم المبادرات التربويّة المحليّة وتشجيعها، وذلك من خلال عمل دراسةٍ ومناقشةٍ لها، وتسليط الضوء عليها إعلاميّاً.
التواصل مع صنّاع القرار التربويّ، في مختلف القضايا التربويَّة.
إن للتربية الاعلاميّة الصحيحة آثارٌ عظيمةٌ، فميدانها الأول والأساس هو الفرد، حيث تنعكس على سلوكه، وقيمه، واتجاهاته المختلفة في الحياة، وبناءُ الفرد معرفياً، وسلوكياً، وقيميا، يعدُّ منطلقاً ومرتكزاً أساسيّاً في بناء المجتمع، والأمَّة كذلك، ولعلّ الميزة التي يتمتّع بها الإعلام يفتقدها غيره من حيث تعدّد المستقبلين له، وتيسّر سبل نقل رسالته، ويبقى الدور الهام في كيفيّة صياغة الإعلاميّ التربويّ، وبفقد الإعلام لرسالته التربويَّة آثارٌ وخيمةٌ تبدأ بالفرد، مروراً بالمجتمعات، وانتهاءً بالأمّة.
بقلم: عمر دغوغي الإدريسي مدير مكتب صنعاء نيوز بالمملكة المغربية