على الرغم من أن العلاقة بين تناول الألبان واحتمالات الإصابة بالسرطان لم يتم إثباتها علميًّا بشكل قاطع حتى الآن؛ فقد أشارت دراسات غربية أجريت في هذا المجال، إلى أن تناول الألبان ربما يقلل الإصابة بسرطان القولون والمستقيم، ويزيد من احتمالات الإصابة بسرطان البروستاتا على سبيل المثال.
هذه النتائج ربما لا تكون صحيحة بالنسبة للمجتمعات غير الغربية التي تختلف لديها العادات الغذائية بالنسبة لتناول الألبان، وكذلك قدرة أجسام غير الغربيين على هضم وامتصاص هذه النوعية من المنتجات؛ فالصينيون مثلًا لا يستهلكون كميات كبيرة من الجبن والزبد، كما يتناولون اللبن والزبادي بكميات أقل كثيرًا من المجتمعات الغربية، كما أن قدرتهم على هضم الألبان ليست جيدة تمامًا بسبب نقص أنزيم اللاكتيز الذي يساعد في هضم سكر اللبن المعروف باسم اللاكتوز.
ومن أجل بحث هذه العلاقة بين تناول الألبان واحتمالات الإصابة بالسرطان بين الصينيين، أجرى فريق من الباحثين من معهد أوكسفورد للصحة العامة وجامعة بكين وأكاديمية العلوم الطبية في الصين، دراسة شملت أكثر من 510 آلاف شخص في الفئة العمرية ما بين 30 و79 عامًا خلال الفترة من 2004 و2008، وغطت عشر مناطق جغرافية مختلفة في الصين.
ومن خلال إجراء استبيان على المشاركين -وفق الألمانية- كشفت الدراسة التي أوردتها الدورية العلمية "بي إم سي ميديسين" أن 20% من المشاركين يتناولون الألبان بشكل يومي، و11% بشكل شهري، و69% لا يتناولون بشكل معتاد.
وخلال فترة الدراسة، تم تسجيل 29.277 ألف حالة إصابة بالسرطان بين المشاركين؛ من بينها 6.282 سرطان رئة، و2.582 سرطان ثدي، و3.577 سرطان معدة، و3.350 سرطان قولون ومستقيم، و3.191 سرطان كبد.
وتَبَين أن الأشخاص الذين يتناولون الألبان بشكل معتاد تتزايد لديهم احتمالات الإصابة بسرطان الكبد والثدي؛ حيث إن تناول 50 جرامًا يوميًّا من الألبان يرفع احتمالات الإصابة بالنوعين بنسبة 12% و17%على الترتيب.
ولم تجد الدراسة التي أوردها الموقع الإلكتروني "ميديكال إكسبريس" المتخصص في العلوم الطبية، علاقة بين تناول الألبان وسرطان البروستاتا والقولون والمستقيم أو أي أنواع أخرى من السرطان شملها البحث.
ورغم أن الدراسة لا تكشف علاقة سببية واضحة بين تناول الألبان والإصابة بالسرطان؛ يؤكد الفريق البحثي أن هناك العديد من الآليات البيولوجية المقبولة التي ربما تشرح العلاقة بين السرطان والألبان.
