قال عدد من نشطاء مدينة أكجوجت إن ملف تحلية المياه الذى روج له قطاع المياه والصرف الصحى ، كان مجرد خدعة كبيرة، وملف من ملفات العشرية التى أثرى منها بعض المقربين من دوائر صنع القرار، ودفع ثمنها الآخرون.
وقال الناشط الشبابى " أحمد ولد أعبيدن" لو كان القائمون على القطاع صارحوا سكان أكجوجت بالوضعية الحقيقية للمشروع المتعثر، لقالوا لهم إنها كانت مجرد لعبة وأنتهى مفعولها، وإن المياه لايوجد منها الكم الكافى لسقاية المدينة من الآبار المذكورة، ولو كانت مياه مالحة وتحتاج إلى التصفية، وإن الحل الأمثل كان توجيه الموارد المهدرة لجلب المياه من منطقة بالنشاب، كما فعلت شركة نحاس أكجوجت، والتى تتحكم فى سير الشبكة المحلية بأكجوجت، عبر إطلاق الماء والتحكم فيه من وقت لآخر، تبعا لميزاجها المضطرب.
وقال الناشط الشبابى أحمد ولد أعبيدن لموقع زهرة شنقيط إن العديد من المشاريع الحكومية بالمنطقة كانت مجرد مشاريع مؤقتة، وإن النائب يبذل جهودا مضنية مع الجهات التنفيذية ، ولكن الأوضاع لاتزال تراوح مكانها.
ويتحدث الشباب بالمدينة عن إهمال رجال الأعمال وكبار الموظفين للمنطقة التى ينتمون إليها. قائلين إن العقود الستة الماضية كانت شاهدة على الكثير من الظلم والحيف لكبرى عواصم الثروة بالبلاد، وإن الأمل لايزال قائما، ولكن المنطقة تحتاج إلى تركيز الجهود المبذولة حاليا وعقلنة تسيير المشاريع القائمة، وإقامة أخرى تنفع الناس وتمكث فى الأرض، ولديها قابلية للصمود فى ظل الفساد الذى يجتاح الدوائر الرسمية منذ عقود.
ويقول عدد من وجهاء المنطقة إن المدينة التى ينظر إليها كعاصمة للقرار السياسي لأكثر من 17 سنة، لم تستفد إطلاقا من مشاريع الدولة، ولم تشهد أي بنية تحتية قبل 2019، حيث كانت فترة تنظيم الإستقلال بها فرصة لإعادة بناء بعض المنشآت الحيوية ، كالشوارع وبعض المراكز الحضرية، وإن المنطقة تعيش الآن بوادر تحول – رغم أنها لاتزال خجولة- عبر الحل الجزئى لإشكال المياه، وبناء مراكز تعليمية (ابتدائية واعدادية وثانوية) وتجهيز محطة للكهرباء بالطاقة الشمسية، ومدها بمولد كهربائى من النوع الجيد (قيد التركيب)، وإطلاق مشاريع عمرانية جديدة كالمجلس الجهوى وبناء مقر المقاطعة والشرطة، وترميم أخرى كدار الشباب والإذاعة ومقر سلطة التنظيم، وبناء مسلخة بالمدينة، رغم أن الأخيرة لاتزال مغلقة، وتحتاج إلى المياه والكهرباء، ولديها حارس منذ 6 أشهر لم يتسلم أوقية واحدة من الإسكان أو البلدية، ويتم الذبح بجوارها دون مراعاة للظروف الصحية المطلوبة للعملية أو ابعاد محرقة الجلود عن مكان النحر!.
يتحدث سكان أكجوجت عن عجز حكومى فى مواجهة الجفاف، ويلقون باللوم على الإدارة الإقليمية ومفوضية الأمن الغذائى، ويتحدث آخرون عن تهميش غير مسبوق للريف وسكانه (دمان – ألوبيده - الأجواد- أغسرمت - العصماء)، وعن ضعف الحضور لأبناء تلك الدوائر فى الدوائر الحكومية، ومصادرة حقهم فى المناصب الإنتخابية لفترة طويلة. وعن استهداف بعض القرى طيلة الفترة الماضية بشكل صريح ، كما حصل مع "العصماء"، التى تضررت كثيرا جراء إستثناء المنطقة من الطريق الذى يربط طريق أكجوجت ببلدية بالنشاب ، والذى تم اختيار مساره بشكل متعمد من أجل معاقبة السكان المتشبثين بدعم أحد رموز المعارضة المحلية خلال العشرية الأخيرة.
ويقول بعض المنحدرين من منطقة "دمان" إن السكان بالمنطقة يشعرون بمرارة الظلم الممارس ضدهم، ويتحدثون عن أزمات كبيرة يعانون منها، كنقص المياه، وضعف توجيه مشاريع التنمية للمنطقة، وانتشار البطالة فى صفوف السكان، وضعف التعليم عموما (المدرسى والمحظرى)، وغياب أي برامج تستهدف السكان، وهو ما أدى إلى عملية نزوح كبيرة من المنطقة باتجاه العاصمة نواكشوط أو المناطق الجنوبية المجاورة (ولاية أترارزه) بغية العيش فى حواضرها، حيث التعليم والمياه والنقاط الصحية كما يقولون.