اختتمت أمس أعمال الملتقى الرابع لمنتدى مجتمع الممارسة الافتراضية الذي نفذه على مدى يومين معهد الفضاء المدني، تحت شعار "المجتمع المدني والفضاء الرقمي".
شهد الملتقى الذي تم تنفيذه عبر تقنية التناظر الرقمي "الزوم" بمشاركة فاعلة لما يزيد عن 40 رائداً ورائدة من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تنفيذ أربع جلسات تضم 10 محاور متعددة.
وكانت قد ألقيت في الجلسة الافتتاحية التي أدارها مسؤول البرامج في المعهد الأستاذ خالد لبحر كلمات اللجنة التنظيمية للملتقى قدمها الأستاذ حمزة حامد، وكلمة المكتب التنفيذي قدمها رئيس المكتب التنفيذي الأستاذ مجدي عبدالرحمن، وكلمة معهد الفضاء المدني قدمها الأستاذ ياسر الصلوي.
أكدت الكلمات في مجملها على خطط المعهد في التطوير والإرتقاء بمستوى الأداء.. لافتة إلى أن تقاسم المعرفة والتعلم، يعتبر جوهر المجتمعات الممارسة في بناء القدرات الاستراتيجية داخل المنظمات الأعضاء، ومن أجل إضفاء الطابع المؤسسي على وجود مجتمع الممارسة والحفاظ على دورة حياته والذي يجب أن يكون استراتيجيا في وضع جيد ومتكامل.
وأشارت الكلمات إلى أن المعرفة والتعلم لم تعد اختياراً بل هي ركناً رئيسياً من أركان بناء نهضة الأمم والحضارات فالمعرفة هي حاضر نعيشه وقريب نخطط له ومستقبل نتطلع اليه..
وبينت الكلمات أن فكرة معهد الفضاء المدني جاءت من هذا المنطلق كمؤسســة غير ربحية وغير حكومية تهدف إلى بناء وإنتاج وتشارك المعرفة بما يقدمه المعهد من برامج تدريبية ومعرفية عن طريق التعلم عن بعد للنشطاء والممارسين والأكاديميين والشباب الناطقين باللغة العربية، وغيرها من اللغات.
وأكدت الكلمات أن المعهد يعمل على صقل وتعزيز قدرات رواد الفضاء المدني الذين ينشطون في منظمات المجتمع المدني للمساهمة في حل بعض المشاكل التي تعاني منها مجتمعاتهم المحلية، ويسعى المعهد إلى بناء وحفظ التعاون بين المجتمع المدني والسلطات والقطاع الخاص.
ويوفر المعهد منصة إلكترونية عبر الأنترنت لرواد الفضاء المدني لتشجيعهم على تبادل الخبرات والتجارب والقصص الناجحة والدروس المستفادة من تجاربهم وتقاسمها مع النشطاء الآخرين.
وتطرقت إلى فكرة تأسيس منتدى مجتمع الممارسة الافتراضية، والإنجازات التي حققها المكتب التنفيذي خلال الفترة الماضية.
وشهد الملتقى على مدى يومين انعقاد جلسات وورش عمل ناقشت تجارب رواد معهد الفضاء المدني والميسرين، والنشطاء القدامى في مساقات المعهد، شاملة الاستفادة التي تم تحقيقها، ومستوى الأثر في بناء الشخصية والبناء المؤسسي، وتحقيق الكفاءة والكفاية في أداء المؤسسات والمنظمات.
شملت الجلسة الأولى ثلاثة محاور، المحور الأول أداره الأستاذ يوسف حجو، بعنوان دردشة مع رواد ورائدات معهد الفضاء المدني شارك فيها الأستاذ عبدالعليم الصلوي، والأستاذ عبدالعزيز خرخاش، والأستاذة وزينة السلماني.
فيما تناول المحور الثاني الذي أداره الأستاذ عبدالإله الدبوبي دردشة مع الميسرين بمشاركة الأستاذ عبدالحسن الخفاجي، والأستاذ زياد صالح، والأستاذة نجاة الأخضر، والمحور الثالث بإدارة الأستاذة نجاة الأخضر شارك فيها الأستاذة غالية ساسي، والدكتور أمين فرج، والأستاذ محمد زني.
ركزت التجارب على دور معهد الفضاء المدني في تحفيز الرواد وتنمية قوة الإرادة وسلامة التفكير لديهم والاحساس بالمسؤولية والجدية وتكوين الأطر الفاعلة للنجاح، واستلهام حرص المعهد الدائم في التركيز على أن تكون أنشطته وبرامجه قائمة على بناء وإنتاج وتشارك المعرفة ذات التأثير الفعال على مردودية العنصر البشري.
فيما تناولت الجلسة الأولى في اليوم الثاني من أعمال الملتقى والتي أدارها مسؤول البرامج في المعهد الأستاذ خالد لبحر، استعراض ما تضمنته محاور وجلسات اليوم الأول والتوصيات المقدمة من الرواد.
وتناولت الجلسة الثانية بإدارة الأستاذ محمد زني، إيجابيات وسائل التواصل الاجتماعي والوسائط التقنية قدمتها الدكتورة إجلال النزهي، وكذا كيفية استثمار الفضاء الرقمي في تعزيز حقوق الإنسان في العراق قدمها الأستاذ بسام سالم، وتجربة مناصرة رقمية من اليمن، قدمتها الدكتورة منية ثابت.
وركزت الجلسة الثالثة على استعراض حقائق وأرقام لإنجازات معهد الفضاء المدني منذ تأسيسه في العام 2014م، والرؤية المستقبلية للمعهد والتي تلبي تطلعات الرواد والرائدات في إحداث نقلة نوعية في البرامج والأنشطة، قدمها مساعد مسؤول البرامج في المعهد الأستاذ يحيى الضبيبي.
وبين في هذا الصدد أن المعهد نفذ منذ بداية تأسيسه حتى اليوم 30 مساقاً تدريبياً، تمتد فترة المساق الواحد ثمانية أسابيع، وتجاوزت طلبات المشاركة نحو 28,757 طلبا للتسجيل من 21 دولة، شارك منهم ما يربو على 7,611 في أنشطة المساقات المعرفية المختلفة، فيما بلغ عدد الخريجين الذين أكملوا كافة المساقات وحصلوا على شهادات الإنجاز والمشاركة ما يزيد عن 1791 رائداً ورائدة..
كما تم تقديم محور خصص لمناقشة إعادة وتنظيم المكتب التنفيذي قدمه وأداره رئيس المكتب التنفيذي الأستاذ مجدي عبدالرحمن، ركز فيه على آلية الارتقاء بالمكتب خلال الفترة القادمة، من حيث إعادة التسمية، والوظائف، والعلاقة القانونية التي تربط المكتب بمعهد الفضاء المدني.
وفي تصريح لرئيس معهد الفضاء المدني الأستاذ فوزي جوليد عبر عن سعادته لنجاح أعمال الملتقى .. وقال:" ما كان لهذا النجاح الكبير أن يتحقق لولا تفاعل وجهود رواد ورائدات معهد الفضاء المدني، ونؤكد لكم استمرار العطاء والتجديد حرصاً على تلبية تطلعاتكم في تطوير منهجية تقديم أنشطة وبرامج ومساقات المعهد المختلفة".
لافتاً إلى النقلة النوعية التي تحققت في مسار برامج المعهد ومنها إطلاق برنامج أكاديمية المجتمع المدني الافتراضية وبرنامج الإرشاد الذي شمل برنامج تحدي عشر أسابيع للمشاركة المدنية بجولتيه الأولى والثانية وهو برنامج تم تقديمه بمنهجية جديدة ومبتكرة وجمع ما بين نقل وبناء وتشارك المعرفة عن بعد وبين الجانب التطبيقي، تشكلت فيه دفعات ضمت فرقاً ومشاركين ومشاركات من دول تشمل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وفاقت مخرجاته التوقعات وفقاً لتقييمات علمية دقيقة".
وأضاف:" ونعدكم أن القادم سيكون أكثر تطويراً نسعى من خلاله للانفراد ببرامج حديثة وهامة تلبي تطلعاتكم وطموحاتكم، وسيتم الإعلان عنها قريباً عبر صفحة المعهد في موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" وفي المواقع الأخرى التابعة للمعهد"..
مؤكداً أن معهد الفضاء المدني حرص منذ تأسيسه في العام 2014م على الحضور الرقمي الفاعل والقوي والمستمر، وهو ما أتاح للمعهد ميزات هامة، منها ما يتعلق بتوسيع نطاق برامجه، وقدرة وصول أكبر في ظل منافسة كبيرة، استطاع المعهد أن يرتبط بصلة وثيقة مع رواد ورائدات من مختلف أرجاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، سواء من خلال المساقات التدريبية أو الأنشطة الأخرى التي أكسبت الرواد المعرفة والمهارات التي يحتاجونها في عدد من الموضوعات ذات الصلة بالديمقراطية والحوكمة، وتعزيز المشاركة المدنية، والارتقاء بأداء مؤسسات المجتمع المدني.
وكان الملتقى قد شهد تكريم 14 رائداً ورائدة بميداليات ذهبية من الرواد الفاعلين والمشاركين في أنشطة برنامج معهد الفضاء المدني الأخير "تحدي عشر أسابيع للمشاركة المدنية " الذي تم تنفيذه للفترة 28 سبتمبر 2021 إلى 31 مارس 2022.
وعبر الرواد عن تقديرهم لهذه الجهود المبذولة من إدارة المعهد، في بناء وإنتاج وتشارك المعرفة، ونقل الخبرات والتجارب التي استفاد منها الكثير من الرواد في تشبيك علاقات على مستوى المجتمعات المحلية، وعلى مستوى المجتمع المدني بين دول وأخرى.
يذكر أن معهد الفضاء المدني مؤسســة غير ربحية وغير حكومية تهدف إلى بناء وإنتاج وتشارك المعرفة.
ويقدم المعهد برامج تدريبية ومعرفية عن طريق التعلم عن بعد للنشطاء والممارسين والأكاديميين والشباب الناطقين باللغة العربية، في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
ويعمل المعهد على صقل وتعزيز قدرات رواد الفضاء المدني الذين ينشطون في منظمات المجتمع المدني للمساهمة في حل بعض المشاكل التي تعاني منها مجتمعاتهم المحلية، ويسعى المعهد إلى بناء وحفظ التعاون بين المجتمع المدني والسلطات والقطاع الخاص.