بادر أحد المحللين في أحد القنوات الفضائية الإخبارية المشهورة ، بتحليل الخبر الذي أعلنه الناطق باسم البيت الأبيض الذي يذكر أن أمريكا قامت بتقديم أسلحة بكميات هائلة لعدد ضئيل من القوات العسكرية الأوكرانية التي تحاول صد ضربات الجيش الروسي الذي ينتشر بسرعة البرق داخل الأراضي الأوكرانية.
لقد شهدت مثل غيري عدة حروب في منطقتنا الملتهبة ، وأدرك أن الأسلحة التي تقدم مجانا للجيوش ، لا فائدة تذكر منها على أرض الواقع ، فالدول لا تفرط بالأسلحة التي دفعت من أجلها الغالي والنفيس ، حتى تم دفع ضعف ثمنها ، وهنا أذكر تقرير شهير على قناة السي ان ان الأمريكية مفاده أن طائرة الشبح لا يمكن رصدها بالرادارات الحربية ، وتبين بعد سنوات أن هذه المعلومة كاذبة جملة وتفصيلا ، والهدف كان أخافت أفراد الجيش العراقي الذي كان محتل دولة الكويت الشقيقة في حينها.
كذلك هناك استراتيجية بسيطة يتبعها صانع القرار في الدول المنتجة للسلاح ، وهي بعدما تقديم السلاح المتطور للدول التي يضعون عليها "علامات استفهام " ، فقد يتغير حالها بين عشية وضحاها وتستخدم الأسلحة أي كانت للاستهداف الدول المنتجة للسلاح وعلى رأسها أمريكا .
أكبر نموذج صارخ أقدمه للقارئ هو أن الجيش الأفغاني صرف عليه مبالغ لا تعد ولا تحصى لمدة تزيد عن عقد وقدم له تسليح متوسط ، وبعد أن انسحبت أمريكا وبريطانيا والدول المتحالفة معها بعد الاتفاق الشهير مع حركة طالبان لتسلم أفغانستان بأكملها ، قام السواد الأعظم من قادة الجيش الأفغاني السابق ببيع الأسلحة التي بين أيديهم لكل من هب ودب لمن يدفع أكثر.
دكتور حسين علي غالب - بريطانيا