كلنا نعلم ان السامري استغل فرصة الاسحواذ على قيادة الأمة بعد ذهاب موسى و تنحية هارون من موقعه القيادي، و كان السامري داهية في كيفية اقناع الذين امنوا برب موسى و جعل لهم العجل و كيفه و هيئه و قال لهم هذا ربكم فأعبدوه، و عبدته قلوب القوم قبل عقولهم، لو كانوا امنوا بموسى بعقولهم لم استطاع السامري ان يغشهم.
سامري العراق بل كم سامري لدينا في العراق و كم موسى لدينا، لدينا سامريون كثيرون و لدينا موسى واحد و كل يوم نتهمه بالسكوت و نتهمه بعدم الحديث و نتهمه باللا مبالات، لكن موسى زماننا كان في كل مرحلة يعطينا نبذة و توجيه لمواجهة الازمات الاي تحيط بنا، حيث مرت علينا خمسة دورات انتخابية و مان في كل دورة يقول لا تنتخبوا الا من ترونه صالحا مع نفسه و مع الله، لكننا نذهب مع السامري و ننتخب ما يراه سامريو العراق من عجولهم السمينة الفارغة.
نذهب في كل دورة انتخابية خلف سامريون العراق و عجولهم، يجلبون لنا عجل سمين له خوار سياسي، يطلق خواره علينا نصدقه و يوجهنا السامري على عبادته انتخابيا فنعبده، و بعدها نبقى اربع سنوات تائهين في برلمان العراق كيف ينتهي من أجل أن نعود إلى وصية موسى و نلتزم بها و نخذله من جديد.
موسى العراق قد عجز منا و اغلب أبوابه بوجه السامريين، و دعى اهل العقول لحمل الفأس لتدمير العجول لكن بطريقة مخاطبة العقول و تذكيرها و توجيهها، لا من خلال اراقة الدماء و ازهاق الأرواح، و على العراقيين ان ينظرون إلى حديث موسى و توجيهه، حتى لا يتم غشهم بعجل اخر مزخرش و مجلل بالذهب.
السلام على موسى العراق و لعن الله عجول السامريين الذين لم يجعلوا للعراق حرمة.
علي دجن