عندما يتعرض بلد اي مؤامرة تستهدف ليس نظامه الأساسي فقط، وإنما بنيتة المجتمعية والمبادئ الأساسية, والقيم الأخلاقية والإنسانية التي توحد المجتمع، هنا يجب على القوى الوطنية الواعية بمجريات الأمور, العمل على كشف هذه المؤامرة.. وتوضح تفاصيلها إلى الرأي العام والشعب بكل طبقاته.. هذه الخطوة تسعى لضمان التأييد الشعبي, وتحقيق التعاون بين الطبقة السياسية الوطنية، والشعب من أجل مواجهة هذه المؤامرة، بالطريقة المناسبة، لاستعادة زمام الأمور داخل البلد, وقطع الطريق على المتآمرين، وحماية أرواح المواطنين والممتلكات العامة والخاصة، وهو ما ينطبق على الوضع العراقي الحالي، بعد أن ظهر في الإعلام، مخاطبات رسمية من مخابرات دول محيطة بالعراق, توضح لحاكمها الخطوات التي تم العمل عليها وانجزت, بغية استغلال الإحتجاجات وكشفت أن كل المطالب التي ركز عليها الاعلام الممول, هي مطالب الجهة التي تقف وراء المؤامرة! يجب على السياسين الوطنيين الشرفاء, عدم محاولة إرضاء الجهات التي هي أدوات تنفيذ المؤامرة، واتخاذ الإجراءات المناسبة لحفظ البلد، بمؤازرة أفراد الشعب العراقي, الواعي بالمؤامرة ويسعى إلى حفظ بلده منها, والتي قد تؤدي إلى انزلاقه للهاوية..فقيام القوى الوطنية التي تحظى الآن بتأييد ومساندة من الشعب, عكس ذلك والاستمرار بمحاولات الترضية, سيؤدي لخسارتها التأييد الشعبي, وتظهر انها قوى غير وطنية ليس هدفها حماية الوطن والشعب, وانما محاولة تحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب الشخصية والحزبية, من خلال تواجدها في سدة الحكم، وسيضعها الشعب بمكان مماثل للموضع الذي وضع بها القوى المتامرة، ليس لانها شريكة بالمؤامرة انما لانها لم تتصدى لها بالطريقة المناسبة.. هكذا مسائل تهم البلد, ومصير شعب يريد العيش بسلام وامان وان تكون له حياة كريمة ومستقبل جيد لابنائه, لا يصح أن تكون وسيلة للترضية والإسترضاء والمساومة.
يوسف السعدي